موسكو/وارسو (رويترز) - قالت روسيا يوم السبت إنها غاضبة من تدمير بولندا لنصب تذكاري يعود لحرب سوفيتية وحذرت وارسو من "تبعات سلبية للغاية" بعدما قالت إنه خرق صارخ لاتفاق بين البلدين يقضي بحماية معالم تذكارية.
وكانت بولندا واحدة من أشد المنتقدين علنا لضم روسيا شبه جزيرة
القرم الأوكرانية في 2014. وبين روسيا وبولندا تاريخ من النزاعات ومن المرجح أن يؤدي الخلاف على النصب التذكارية إلى زيادة حدة التوتر.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "على وارسو أن تفهم أخيرا أن (حرب المعالم التذكارية) التي بدأت في بولندا قد يكون لها تبعات سلبية للغاية.. وستقع المسؤولية المباشرة في ذلك على من بدأها."
وأزالت السلطات في مدينة نوفا سول بغرب بولندا نصبا تذكاريا للأخوة بين البولنديين وجنود الجيش الأحمر في نهاية يونيو حزيران الماضي وأحالته إلى كومة من الركام.
وقال رئيس بلدية نوفا سول بحسابه على موقع فيسبوك الأسبوع الماضي "كان النصب التذكاري عبارة عن (عشرة أطنان من) الأسمنت.. قبيح (المنظر) ودائم القذارة يتسرب الصدأ من فتحاته كما لو كانت دماء أو دموعا."
"خرق صارخ"..
ووصفت الخارجية الروسية الإجراء البولندي بأنه "غير ودي" وخرق "واضح وصارخ" لاتفاق 1994 الموقع بين بولندا والاتحاد الروسي بشأن المواقع التذكارية.
وقال بيانها "يشعر المرء بأن السخرية من مواقعنا التذكارية في بولندا أصبح في صلب السياسة الرسمية."
وقال المتحدث باسم الخارجية البولندية مارتشين فويتشكوفسكي لرويترز إن الخطوة التي تمت في نوفا سول لم تخالف الاتفاق الذي تعتقد بولندا أنه يتعلق بالمقابر دون سواها. أما روسيا فتعتبره شاملا لكل أشكال المعالم التذكارية.
وقال فويتشكوفسكي "المسائل المتعلقة بالمعالم التذكارية من صميم عمل السلطات المحلية المعنية."
واقيم النصب التذكاري في حديقة شاريجفسكي تخليدا لذكرى الجنود السوفيت الذين ماتوا في 1944 ويتعرض بشكل مستمر لرشه بالطلاء رغم الرقابة المستمرة من شرطة وارسو.
واحتل الاتحاد السوفيتي بولندا لأربعة عقود بعد الحرب العالمية الثانية. ورحل عن بولندا آخر جندي روسي في 1993 بعد 54 عاما من دخول القوات السوفيتية إليها للمرة الأولى في 1939. وكان هذا بعد أسبوعين من غزو قوات ألمانيا النازية لهذا البلد.
وحاكمت السلطات السوفيتية كثيرا من البولنديين وأعدمت عددا منهم لكن هؤلاء يعتبرون الآن أبطالا قوميين لقتالهم من أجل الاستقلال.
وقال رئيس بلدية نوفا سول "الزمن تغير ولقد كبرنا. الروس رحلوا منذ فترة طويلة.
"لا توجد ايديولوجيا استثنائية هنا."