برلين (رويترز) - حذر سكان في برلين يوم الثلاثاء من التسرع في الحكم على طالبي اللجوء بعد اعتقال رجل باكستاني يبلغ من العمر 23 عاما فيما يتعلق بهجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد مما أدى إلى مقتل 12 شخصا.
ورفع أوليفر هورن وهو مهندس معماري ألماني لافتة باللغة الفرنسية بجوار باقة ورد قرب موقع الهجوم في غرب برلين كتب عليها "لست حتى خائفا" وهو شعار لإظهار التضامن رُفع بعد هجمات فرنسا العام الماضي.
وقال هورن وهو يقف بجوار كنيسة قيصر ويلهلم التذكارية وهي من معالم برلين وتعرضت للقصف وتحولت إلى أنقاض في الحرب العالمية الثانية ولكن تُركت كما هي كتذكار للسلام والمصالحة "لا يتعين أن أخاف. يجب فقط أن نستمر في حياتنا."
وأضاف "أخشى أن يصبح الناس أقل تسامحا فيما يتعلق بمسألة طالبي اللجوء برمتها في ألمانيا."
وقال وزير الداخلية الألماني إن المشتبه به الذي نفى تورطه في الحادث مهاجر جاء على الأرجح من باكستان وإن طلب اللجوء الخاص به لم يستكمل. وهو ليس موجودا بأي قاعدة بيانات للمشتبه في أنهم متشددون.
لكن الشرطة فيما بعد أثارت الشكوك حول ما إذا كان الرجل الذي ألقي القبض عليه هو المهاجم قائلة إن المهاجم الحقيقي من الممكن أنه لا يزال طليق السراح.
وسارع حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للاجئين والذي شهد ارتفاعا في شعبيته بعد تدفق نحو 900 ألف مهاجر على البلاد العام الماضي بإلقاء اللوم على سياسة اللجوء التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقال جورج باتسدرسكي زعيم الحزب في برلين للصحفيين بعد أن وقع في كتاب التعازي في الكنيسة القريبة من موقع الهجوم "لا أقول إن ما حدث وقع نتيجة خطأ السيدة ميركل لكن هناك مئات الألوف من المهاجرين غير الشرعيين في هذا البلد منهم العديد من الشبان الذين يرجح أن يكون لديهم ميل للعنف."
وحذر انسيلم لانجه رئيس مجلس الرعية في كنيسة قيصر ويلهلم التذكارية من التسرع في الحكم وقال "التعايش السلمي نبتة رقيقة تحتاج لرعايتها بحرص خاصة في الأوقات الصعبة مثل هذه."
ويمثل الأجانب نحو 20 بالمئة من سكان برلين البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة وانتقل نحو 48 ألف مهاجر إلى المدينة في عام 2015 منهم 11500 من سوريا.
وقال مايكل مولر رئيس بلدية برلين في مؤتمر صحفي "مع صعوبة الوضع .. لا يمكن أن تكون برلين من دون التعايش السلمي للسكان من جميع الأمم وجميع الأديان ومن مختلف المشارب."
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)