جيفجليجا (مقدونيا) (رويترز) - أطلقت شرطة مقدونيا الغاز المسيل للدموع لتبعد حشودا من المهاجرين واللاجئين كانوا يحاولون دخول البلاد من اليونان يوم الجمعة في تطبيق لقرار فرض حالة الطوارئ أغلقت بموجبه الحدود في وجه آلاف السوريين والأفغان وغيرهم ممن يحاولون الوصول إلى غرب أوروبا.
وأعلنت مقدونيا احدى دول منطقة البلقان حالة الطوارئ على حدودها الشمالية والجنوبية يوم الخميس بعد مشاهد فوضوية استمرت أسابيع عند محطة سكك حديدية على الحدود يتدفق عليها يوميا قرابة ألفي مهاجر ولاجئ يعبرون من اليونان في طريقهم إلى المجر ومنطقة شينجن حيث لا توجد حدود في أوروبا.
وأغلق أفراد شرطة مكافحة الشغب في مركبات مدرعة الحدود حول نقطة العبور الرسمية ببلدة جيفجليجا مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأشخاص معظمهم سوريون على أرض حرام رطبة خلال الليل.
وسيرتفع عدد هؤلاء المهاجرين مع وصول المزيد من اليونان حيث وصل 50 ألفا بقوارب من تركيا خلال شهر يوليو تموز فحسب.
وشاهد مصور تلفزيوني من رويترز الشرطة وهي تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود تسعى للعبور لمقدونيا. وأصيب العديد من الناس بجروح في الساق. وشاهد مراسل آخر لرويترز مركبات عسكرية عند محطة السكك الحديدية بعد أن قالت الحكومة يوم الخميس إنها ستستدعي الجيش للمساعدة.
وكان التصعيد وجيزا لكن المحنة التي تواجه من تقطعت بهم السبل في الأراض الحرام من الممكن أن تتفاقم مع وصول المزيد. وقال صحفيون من رويترز إن وكالات الإغاثة لا تستطيع فيما يبدو الوصول إلى الأرض الحرام رغم أن الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كانت موجودة على جانبي الحدود.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تشعر "بقلق عميق" على مصائر من تقطعت بهم السبل في الأرض الحرام ودعت إلى ضبط النفس وإرسال مساعدات إنسانية بشكل عاجل.
وانتقدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إغلاق الحدود. وقالت كبيرة المتحدثين باسم المفوضية ميليسيا فلمينج "هناك لاجئون يبحثون عن الحماية ولا ينبغي منعهم من عمل ذلك."
ودعت فلمينج أوروبا لإيجاد حل قائلة إن مقدونيا وصربيا المستنزفتين "لا يمكن أن تتركا لحالهما بهذا العدد من اللاجئين."
*سياج مجري
وتمكن بعض المهاجرين واللاجئين من العبور أثناء الليل وقالوا لرويترز إن الشرطة أمسكت بآخرين وأعادتهم إلى الأرض الحرام.
وقال محمد خالد وهو سوري يبلغ من العمر 18 عاما من مدينة حلب "جريت بسرعة وهربت.. أمسكوا بأخي ومعظم الآخرين وأعادوهم إلى اليونان.".
وقالت وزارة الداخلية المقدونية في بيان إن إجراءاتها تؤتي ثمارها وإنها أدخلت 181 أجنبيا خلال الليل "وهو عدد محدود من اللاجئين من الفئات الضعيفة التي يمكن معاملتها بالشكل اللائق بما يتناسب مع قدرات البلاد."
وتقول مقدونيا إنها سجلت أكثر من 40 ألف مهاجر ولاجئ دخلوا من اليونان خلال الشهرين المنصرمين معظمهم يتحركون بسرعة عبر البلاد إلى صربيا ثم يتوجهون سيرا إلى المجر ومنها إلى الدول الأكثر ثراء في غرب وشمال أوروبا عبر منطقة شينجن.
وتسارع المجر للانتهاء من بناء سياج على طول حدودها البالغ طولها 175 كيلومترا مع صربيا لمنع المهاجرين من الدخول في تحرك من الممكن أن يضيق الخناق على عشرات الآلاف منهم في صربيا.