من أوجنين تيوفيلوفسكي
كومانوفو (مقدونيا) (رويترز) - هزت انفجارات وإطلاق نار كثيف بلدة في شمال مقدونيا يوم السبت بعد أن بدأت الشرطة عملية ضد ما وصفتها بأنها "مجموعة مسلحة" مما زاد المخاوف من حدوث اضطرابات في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة بعد أشهر من أزمة سياسية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن ثلاثة من ضباط الشرطة قتلوا فيما اكتفى مسؤولون بالقول إن أربعة ضباط على الأقل أصيبوا بجروح خطيرة بعد أن نفذت وحدات خاصة تابعة للشرطة تدعمها عربات مدرعة عملية في ضاحية ببلدة كومانوفو على بعد 40 كيلومترا شمالي العاصمة سكوبي.
ويعيد هذا القتال الذي استمر طوال يوم السبت إلى الأذهان تمردا لمواطنين من أصل ألباني في المنطقة ذاتها ومناطق أخرى من مقدونيا عام 2001.
وأغلقت قوات الأمن منافذ البلدة ذات الاغلبية الألبانية في وجه وسائل الاعلام فيما لا يزال بالامكان سماع دوي متقطع للأعيرة النارية بعد هبوط الظلام حتى بعد اعلان بعض المسؤولين وأجهزة اعلام انتهاء العملية واستسلام أكثر من 20 مسلحا.
وحلقت طائرات الهليكوبتر في أجواء المنطقة التي يسكنها نحو 100 ألف شخص من جماعات عرقية متنوعة. وقال ايفو كاتفسكي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن لديه معلومات عن سقوط "ضحايا" لكنه رفض الافصاح عن العدد.
وشوهد سكان يغادرون المنطقة حاملين حاجياتهم وقامت الشرطة باجلاء بعضهم.
وقال رجل من أصل الباني للتلفزيون المقدوني "كنت اعتقد اننا لن نصل إلى هذا الأمر ثانية." وكان يشير إلى الصراع الذي شهدته البلاد عام 2001. وتابع "الامر مخيف للغاية. لا نستطيع البقاء هنا."
ومن المرجح أن تزيد الأحداث القلق في الغرب بشأن الاستقرار في مقدونيا حيث تواجه الحكومة مشاكل بسبب مزاعم المعارضة عن تجسس بشكل واسع النطاق واساءة استغلال السلطة.
وبدأت المعارضة احتجاجات محدودة لكن يومية مطالبة باستقالة رئيس الوزراء المحافظ نيكولا جرويفسكي وهددت بحشد الالاف يوم 17 مايو أيار.
ويخشى مراقبون أن يحاول القادة السياسيون من الطرفين زيادة حدة التوتر العرقي كأسلوب ضغط.
وذكر ايفو كوتيفسكي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الشرطة بدأت العملية "بناء على معلومات بشأن مجموعة مسلحة." وأضاف في مؤتمر صحفي أن المسلحين كانوا يخططون "لأعمال إرهابية "وأنهم "تسللوا" إلى البلاد من دولة مجاورة لم يسمها.
وأشار زعيم المعارضة زوران زاييف إلى أن عملية يوم السبت نفذت لصرف الانظار عن أمر ما. ونشر زاييف تسجيلات صوتية بهذا الشأن يقول انها سجلت بواسطة الحكومة وسربها إليه أحد الأشخاص.
وأضاف في بيان "أدعو (رئيس الوزراء) نيكولا جرويفسكي أن يوضح على الفور...من الذي يريد أن يزعزع استقرار مقدونيا ولماذا ولأي غرض."
وتابع "هذا السيناريو الأسود لن يفلح. المواطنون يفهمون من الذي له مصلحة في سيناريو كهذا."
وتقدر نسبة الألبان في مقدونيا التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة نحو 30 في المئة. وحمل مسلحون السلاح في 2001 واشتبكوا مع قوات الأمن قبل أن يلعب الغرب دور الوسيط في اتفاق سلام يعرض على الأقلية الألبانية مزيدا من الحقوق والتمثيل ودخول الساحة السياسية.
لكن تنفيذ الاتفاق كان بطيئا فيما يستعر التوتر من حين لآخر. وبغض النظر عن العرق يشعر كثيرون في مقدونيا بالإحباط بسبب بطء وتيرة النمو والاندماج مع الغرب في ظل تعثر مساعي البلاد للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بسبب نزاع طويل الأمد مع اليونان على اسم البلاد.