من آندي سوليفان
واشنطن (رويترز) - قال نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني يوم الأحد إن التحقيقات العنيفة التي استخدمت مع المتهمين في قضايا إرهاب لا تصل إلى درجة التعذيب لكن الرجل الذي وفر الغطاء القانوني لبرنامج التحقيقات قال إن المحققين ربما تمادوا أكثر من اللازم في بعض الحالات.
وقال المحامي السابق بوزارة العدل جون يو إن الحرمان من النوم والتغذية الشرجية وغير ذلك من المعاملة القاسية التي وردت في تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي ربما تنتهك قوانين مناهضة التعذيب.
وأضاف لمحطة (سي.إن.إن) التلفزيونية أنه "لو وقعت هذه الأشياء كما ورد في التقرير... فلم يكن مفترضا أن تحدث. ومن ارتكبوها معرضون لمخاطر قانونية لأنهم تصرفوا خارج نطاق الأوامر الصادرة لهم."
وأثناء عمله نائبا لمساعد وزير العدل في مكتب المستشار القانوني عام 2002 كتب يو مذكرة استخدمت مرجعا قانونيا لما وصفته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأنه برنامج أساليب التحقيق المعززة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول.
وأفادت المذكرة أن الأذى العقلي طويل الأجل أو الإصابة البدنية الخطيرة مثل فشل أحد الأعضاء يمثلان وحدهما انتهاكا للحظر الذي تنص عليه اتفاقيات جنيف بشأن التعذيب. ولا تصل اساليب تعذيب قاسية مثل محاكاة الإغراق إلى تلك الدرجة.
وتناقضت تصريحات يو يوم الاحد مع تصريحات تشيني وغيره من مسؤولي الأمن القومي السابقين الذين احتجوا بهذه المذكرة للدلالة على شرعية القسوة في معاملة المحتجزين.
وقال تشيني في برنامج تذيعه محطة (إن.بي.سي) "لقد سمحوا ووافقوا على ما فعلناه.."
وقال هوزيه رودريجيز رئيس قسم مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لمحطة فوكس نيوز "لم يعذب أحد أحدا."
وتوصلت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي عبر مراجعة نحو 6.3 مليون صفحة من وثائق وكالة المخابرات المركزية إلى أن بعض المحتجزين حرموا من النوم لأكثر من أسبوع. وفي بعض الأحيان كانت أيديهم مكبلة فوق رؤوسهم بينما وقعت انتهاكات جنسية لآخرين.
وقال يو لشبكة (سي-سبان) التلفزيونية "بالنظر إلى الأمر الآن أرى بالطبع أن بالإمكان عمل هذه الممارسات بشكل متواتر أو أكبر مما ينبغي بحيث تتجاوز حدود قانون مناهضة التعذيب."
وتساءل بشأن مصداقية نتائج التقرير في ضوء صدوره عن الديمقراطيين فقط الذين كانت لديهم دوافع سياسية لتصيد أسوأ الأمثلة على حد قوله.
وتوصل التقرير إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ضللت البيت الأبيض والجمهور بشأن البرنامج ولم تفلح في إحباط مخطط واحد. وشكك مسؤولون سابقون في وكالة المخابرات في تلك النتائج.
وقال تشيني إنه لا يعبأ بأن برنامج التعذيب شمل ضحايا بالخطأ وأضاف إنه غير نادم على شيء.
واضاف "سأفعل ذلك دون تردد (لو أتيحت الفرصة من جديد)."
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)