من توم بيري
بيروت (رويترز) - ذكرت تقارير أن طائرات روسية شنت ضربات مكثفة على مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية يوم الخميس فيما قد يكون تمهيدا لمحاولة الحكومة السورية استعادة المدينة التاريخية التي فقدت السيطرة عليها في مايو أيار الماضي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا أو أصيبوا في الضربات التي تلت غارات كثيفة مماثلة في منطقة تدمر يوم الأربعاء.
وزادت الهجمات الضغوط على التنظيم الذي يخسر مواقع يسيطر عليها لصالح مقاتلي معارضة مدعومين من الولايات المتحدة في الشمال الشرقي والذي أعلن مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء أن قائده العسكري قتل على الأرجح.
ويبدو أن تكتيكات الجماعة في سوريا بدأت تعكس الضغوط الواقعة عليها مع تحولها لعمليات انتحارية تهدف لإيقاع أكبر قدر من الخسائر أكثر من عمليات تؤدي لمكاسب على الأرض.
ولا يشمل وقف الأعمال القتالية في سوريا تنظيم الدولة الإسلامية وهو الاتفاق الذي تسبب في هدوء في الحرب المستعرة في غرب سوريا بين مقاتلي المعارضة الذين يريدون إسقاط الرئيس بشأر الأسد والجيش السوري المدعوم من القوات الجوية الروسية.
وتستمر العمليات العسكرية ضد الدولة الإسلامية في وسط وشرق سوريا مع سعي دمشق وحلفائها من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من جانب آخر لتجريد الدولة الإسلامية من دولة "الخلافة" التي أعلنتها وتمتد إلى داخل العراق.
وقال المرصد إن المقاتلات الروسية نفذت 150 غارة في منطقة تدمر يوم الأربعاء وأتبعتها بالمزيد من الهجمات يوم الخميس. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "إذا استولوا على تدمر والقريتين فسيكون النظام قد استعاد منطقة جغرافية كبيرة من سوريا."
وإذا خسرت الدولة الإسلامية القريتين وتدمر والمناطق الصحراوية المحيطة بهما فستقل المساحة الواقعة تحت سيطرة التنظيم إلى 20 بالمئة من سوريا.
وتقع مدينة القريتين على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي تدمر. وفجرت الدولة الإسلامية عددا من أقدم المواقع الأثرية في تدمر بعد السيطرة عليها فيما وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه جريمة حرب.
لكن الدولة الإسلامية تبدو محصنة جيدا في تدمر وعلى الرغم من أن استعادتها ستعزز موقف دمشق إلا أن أولوياتها قد تكون في مناطق أخرى في الوقت الراهن من بينها منطقة الحدود مع تركيا التي تحارب فيها مقاتلي المعارضة برغم الهدنة.
* صعوبات مالية
وانقلب الزخم ضد الدولة الإسلامية منذ التقدم السريع الذي حققته منذ عامين بعد استيلائها على مدينة الموصل في العراق. كما يعاني التنظيم من صعوبات مالية مع خفض رواتب مقاتليه بما يصل إلى النصف.
وفيما قد يكون ضربة كبرى أخرى للتنظيم قال مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء إن "وزير الحرب" في الدولة الإسلامية أبو عمر الشيشاني قتل على الأرجح في ضربة جوية أمريكية قرب مدينة الشدادي في شمال شرق سوريا.
وتعتقد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الشيشاني تم إرساله لدعم قوات الدولة الإسلامية بعد أن عانت من خسائر على أيدي المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة ومن بينهم وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال المرصد السوري يوم الخميس إن الشيشاني مصاب بجروح خطيرة لكنه ما زال حيا ويتلقى العلاج في مكان ما في معقل التنظيم في الرقة.
ومن بين الهجمات التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة تفجيرات بسيارات ملغومة في دمشق وحمص اللتان تسيطر عليهما القوات الحكومية علاوة على جهوده المكثفة لكنها غير ناجحة لقطع طريق الإمداد البري الوحيد للحكومة إلى حلب.
وقتل أيضا عشرات من متشددي الدولة الإسلامية في 27 فبراير شباط في هجوم على مدينة تل أبيض التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية على الحدود مع تركيا. وأرسل مسؤول من وحدات حماية الشعب لرويترز قائمة بأسماء 72 مسلحا من الدولة الإسلامية قال إنهم أرسلوا إلى هناك في مهمة انتحارية.
وقال المسؤول إن مقتل الشيشاني إذا كان صحيحا ليس مهما لأن الدولة الإسلامية "تنكسر على يد وحدات حماية الشعب وقوى سوريا الديمقراطية به أو بدونه... فيما يخصنا لا يغير ذلك من المعادلة على الإطلاق."
(شارك في التغطية عمر فهمي - إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)