من ليه توماس
باريس (رويترز) - تظهر بحلول منتصف ظهيرة الأحد المقبل الدلائل القوية الأولى على مدى التقارب الشديد في سباق الرئاسة الفرنسية مع صدور الأرقام الأولية للإقبال في الجولة الأولى قبل ثماني ساعات من صدور النتائج المتوقعة.
وفي وقت يمثل فيه عدم حسم قطاع من الناخبين أمرهم لمن يصوتون عاملا كبيرا تظهر استطلاعات الرأي أن السباق متقارب للغاية بين المرشحين الأربعة الأوائل الذين يملك كل منهم فرصة الوصول إلى جولة الإعادة وهما ما يطرح بالتالي ما لا يقل عن ستة تصورات في الجولة الثانية.
ويظهر بحث رويترز في الانتخابات السابقة أنه كلما كانت نسبة الإقبال أقل في الجولة الأولى زاد الغموض بشأن أي المرشحين سيخوض جولة الإعادة في السابع من مايو أيار.
ويدرس المستثمرون حسابات الانتخابات السابقة بحثا عن دلائل على احتمال نتيجة غير متوقعة هذه المرة.
واستنادا إلى الماضي فإن الإقبال سيكون المتغير الرئيسي. ففي الانتخابات الماضية انخفض مستوى الحاجز الذي يتعين على المرشحين تخطيه للتأهل للجولة الثانية مع زيادة معدل الامتناع عن التصويت في الجولة الأولى.
وزادت عوائد السندات الفرنسية في الشهور الأخيرة وكون المستثمرون في الأسهم مراكز تحوط كبيرة في سوق الخيارات للحد من التعرض لخطر تصويت مفاجئ يهز السوق.
وستنشر وزارة الداخلية التقدير الأولي للإقبال عند منتصف يوم الثلاثاء (1000 بتوقيت جرينتش) يوم الأحد تليه إفادة بمستجدات الأرقام في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي قبل ثلاث ساعات من إغلاق آخر مركز اقتراع في الثامنة مساء.
وقد تزيد أي أرقام تقل عن معدلات 2002، عندما تراجع الإقبال إلى مستوى قياسي متدن، فرص نتيجة مفاجئة. وبلغ حينها الإقبال 21 في المئة فقط عند منتصف الثلاثاء ثم 58 في المئة في الخامسة مساء.
وتشير الاستطلاعات بشكل مستمر إلى أن المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان سيحرزان أعلى الأصوات في الجولة الأولى بحصول كل منهما على ما بين 22 و24 في المئة من الأصوات وسيأهلان بالتالي إلى جولة الإعادة.
لكن المرشح المحافظ فرانسوا فيون واليساري المتطرف جان لوك ميلينشون لا يتخلفان بفارق كبير إذا لامسا مستوى 20 في المئة في بعض الاستطلاعات مما يضعهما على مسابقة قريبة للغاية من التأهل عند أخذ هامش الخطأ في الاعتبار.
خطر المفاجأة
قالت مؤسسة يونيجستشن السويسرية لإدارة الصناديق، التي تدير 23 مليار يورو (24.5 مليار دولار)، في مذكرة بحثية "هذا (التقارب) يثير خطر حدوث مفاجأة لأنه يقلل بصورة كبيرة الأصوات اللازمة للوصول إلى الجولة الثانية."
وكانت أقل نسبة أصوات يحصل عليها المرشحان المؤهلان لجولة الإعادة في الانتخابات الفرنسية منذ 1965 25 في المئة في المتوسط.
بيد أن جان ماري والد لوبان تأهل في 2002، عندما كان زعيما للحزب الذي سيطرت عليه في 2011، بأصوات بلغت نسبتها فقط 16.9 في المئة وهو مستوى متدن قياسي للتأهل بفعل معدل امتناع قياسي عن التصويت بلغ 28 في المئة مما أثبت أن الاستطلاعات في ذلك الوقت كانت خاطئة على نحو محرج.
ويعني هذا أنه كلما تزايد عدد الأشخاص الذين لا يصوتون كلما تراجع حد التأهل للجولة الثانية.
وتشير الاستطلاعات باستمرار إلى أن الإقبال سيكون منخفضا. وأظهر استطلاع لمؤسسة إيلاب يوم الاثنين أن 68 في المئة فقط ممن استطلعت آراؤهم أكدوا أنهم سيصوتون.
وفي حين يظل خوض ماكرون ولوبان جولة الإعادة السيناريو الأكثر ترجيحا فبالنسبة لمجتمع الأعمال قد تكون نتيجة تضع ماكرون في مواجهة فيون مفاجأة إيجابية وستكون سلبية إذا كان طرفا الجولة الثانية لوبان وميلينشون.
وقال (إتش.إس.بي.سي) في مذكرة بحثية يوم الثلاثاء "إن الخطر المتصور لجولة إعادة بين هذين المرشحين المتشككين في الاتحاد الأوروبي أثر بالفعل على الأسواق."
وتقول بعض مؤسسات استطلاعات الرأي والمحللين الذين بنوا افتراضاتهم على أبحاث على الناخبين المترددين إن ضعف الإقبال يصب في مصلحة لوبان التي يظهر أنصارها على أنهم الأكثر تصميما على التصويت.
بيد أن هذا ليس معطى وفقا لفرانسوا ميكويت مارتي من مؤسسة فيافويس لاستطلاعات الرأي الذي أشار إلى أن لو بان تعتمد بشدة على الناخبين من الشبان والطبقة العاملة وهما مجموعتان من المتوقع أن تكون نسبة الامتناع فيهما مرتفعة.
(الدولار يساوي 0.9399 يورو)
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)