💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

عرض-إبراهيم عبد المجيد يستدعي "قطط العام الفائت" من عالم الفانتازيا

تم النشر 07/01/2017, 17:07
محدث 07/01/2017, 17:10
عرض-إبراهيم عبد المجيد يستدعي "قطط العام الفائت" من عالم الفانتازيا

من سامح الخطيب

القاهرة (رويترز) - مع اقتراب الذكرى السادسة لانتفاضة 2011 التي أسقطت الرئيس حسني مبارك في مصر أصدر الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد أحدث رواياته (قطط العام الفائت) التي يسترجع فيها أحداثا سابقة ولكن في قالب من الفانتازيا غير معهود في أعماله السابقة.

جاءت الرواية في 386 صفحة من القطع المتوسط عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة وهي الرواية السابعة عشرة في سلسلة كتابات المؤلف السكندري والتي تضم أيضا سبع مجموعات قصصية إضافة لكتب أخرى متنوعة.

تدور الأحداث عام 2011 في بلد اسمه "لاوند" يقول المؤلف في تقديم الرواية إن ثورة قامت فيه في اليوم نفسه الذي حدثت فيه الثورة في "مصرايم" المجاورة.

تبدأ شخصيات الرواية في الظهور تباعا وهي الحاكم "أمير أبو العساكر" ومساعدوه "مدير المحن والأزمات" و"وزير الأمن والأمان" و"السر عسكر" ناظر الحربية والتي لن يعاني القارئ كثيرا في إسقاطهم على الواقع في مصر وتحديد هويتهم الحقيقية.

تبدأ الفانتازيا بكشف المؤلف عن القدرات الخارقة لشخصياته.. فمدير المحن والأزمات يستطيع تحويل ذراعيه إلى ثعبانين يعذب بهما المعتقلين والمعارضين أما حاكم لاوند فهو يلقي خصومه عبر الزمن ويعيدهم إلى الماضي.

تنجح الثورة في لاوند بعد أن فرت قوات الأمن أمام المتظاهرين الشبان الذين اعتصموا في "الميدان الكبير" بالعاصمة لاوندة لكن الحاكم بدلا من أن يهرب أو يتخلى عن السلطة يلقي بجميع المتظاهرين إلى العام السابق ويقنع الشعب بأن العام هو 2010 وليس 2011.

ولاستكمال مقاربة الرواية مع الواقع يقدم المؤلف جماعة "النصيحة والهدى" التي تستغل الدين في السياسة للوصول إلى الحاكم وتتعاون مع الحاكم في الخفاء بينما تعاديه في العلن.

تطول الأحداث وتتشعب ويستمر المؤلف في طرح شخصيات جديدة من الشبان والفتيات الذين يقودون الثورة ضد حاكم لاوند من خلال الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. ويدركون ما فعله بهم الحاكم لكنهم يصرون على تكرار تجربة الثورة.

في المقابل لا يتخذ الحاكم أي إجراءات لتغيير الأوضاع أو تحسين صورته أو تطبيق إصلاحات بل يستقدم المزيد من الأسلحة الفتاكة الحديثة لمواجهة الشبان وكأن المؤلف أراد أن يبلور فكرة أنه مهما عاد الزمن سيكرر الحكام أخطاءهم وسيبقى الشباب على حماسته ورغبته في التغيير.

ولأن تزييف الزمن أو خداع الناس لا يمكن أن يستمرا للأبد فكان لا بد من حلول شهر يناير كانون الثاني مرة أخرى وقيام الثورة من جديد.

لجوء المؤلف للفانتازيا في إعادة طرح ما مر عليه ست سنوات ربما ينم عن أشياء كثيرة قد يكون أبرزها "غصة" لا تزال في حلقه مما آل إليه حال فئة الشباب التي أطلقت انتفاضة 25 يناير كانون الثاني وكانت ملء السمع والبصر في الفضائيات ووسائل الإعلام آنذاك ثم توارت عن الأعين ولم يعد لها أي دور أو نشاط سياسي.

كذلك استعانته بشخصية محبوبة غابت عن الدنيا مثل الممثلة سعاد حسني التي استغل طيفها في إلهاب حماس الشبان وبث الأمل فيهم وفي الوقت نفسه إلهاء الحاكم ومعاونيه وإصابتهم بالتخبط طوال الوقت قد يكون من قبيل التأكيد على أهمية الفن والثقافة في حياتنا واسترجاعا لمعان حلوة تدهسها أحداث الواقع.

رواية إبراهيم عبد المجيد ليست توثيقا لما جرى في مصر في 25 يناير كانون الثاني 2011 أو في أي دولة عربية أخرى لكنها إطلالة من نافذة المستقبل على ما كان وما جرى في الماضي بعين ساخرة لا تخلو من النقد المستتر في قالب فانتازي.

(تحرير أمل أبو السعود) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20170107T140741+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.