💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

عرض-الصعيد في بوح نسائه.. كشف المستور بلسان أكثر النساء تكتما

تم النشر 03/03/2017, 16:24
عرض-الصعيد في بوح نسائه.. كشف المستور بلسان أكثر النساء تكتما

من مروة سلام

القاهرة (رويترز) - غلاف أسود ووجه امرأة متشحة بالسواد أيضا وقد عقصت غطاء رأس أبيض تاركة جديلتها الطويلة تتدلى من أسفله على جانب الرقبة وقد ارتسمت على وجهها نظرة تأمل تعكس الكثير والكثير مما يجول في النفس.

من الوهلة الأولى يجذب كتاب "الصعيد في بوح نسائه" للكاتبة المصرية الشابة سلمى أنور الاهتمام. ويطرح على 236 صفحة من القطع المتوسط موضوعا شديد الجرأة قلما يتطرق إلى الزاوية التي تناولتها الكاتبة.

يقتحم الكتاب الصعيد المصري من أكثر أركانه كتمانا لخوالج النفس: النساء. واعتمدت فكرته على سلسلة مقالات نشرتها سلمى أنور عن الجنوب المصري في عيون المرأة الصعيدية على موقع (مصريات) ثم جمعتها في كتاب أضافت إليه المزيد من الحكايات.

في الإهداء توجه الكاتبة كلامها لصعيدية تدعى "نفيسة" ليتحول الإهداء إلى "النفيسات" الأخريات في أرجاء الصعيد في دلالة مزدوجة للمرأة الصعيدية بوجه عام أيا كان اسمها ولما تكنه من هموم مكتومة تجعلها "نفيسة الجوهر".

تتحدث سلمى أنور في المقدمة عن مجتمع الجنوب وكيف أن التلفزيون "قاهري الهوى" لم يفلح في نقل صورة واقعية عن الصعيد وأن الأعمال الدرامية التي نجحت في نقل واقعه بما يرقى إلى الدقة قليلة جدا. كما تتحدث عن المجتمع الصعيدي شديد التحفظ المدافع بشراسة عن تقاليده وسماته حتى أن هناك تشابها كبيرا بين مجتمع الصعيد في مطلع القرن العشرين ومجتمع الصعيد المعاصر.

في المقدمة تروي الكاتبة كيف أنها واجهت ممانعة كبيرة لدى نساء الصعيد في البوح بمكنون صدورهن "للغريبة البحراوية" كما وصفنها. لكنها تمكنت من دخول أعماقهن واقتناص بوحهن وحرصت على حجب أسمائهن واستخدام أسماء مستعارة.

ولا يغفل الكتاب الإشارة لمكانة المرأة الصعيدية وكيف أنها في كثير من الأحيان تلعب دور نازع الفتيل بحكمتها وحسن تصرفها وهو ما منع أزمات عضالا مثلما فعلت "مزيونة" التي صارت حكايتها تروى على مر الأجيال.

ينقسم الكتاب إلى جزأين يحمل الأول عنوان "حكايات النساء في مجالس النساء" وفيه تقص الكاتبة روايات الصعيديات بأسلوب سهل سلس مستخدمة لغة فصحى سليمة حينا والاقتباس المباشر بالعامية المحلية حينا.

وبين حكاية "ورد" ذات السبعة عشر عاما التي تحلم باستكمال دراستها وتطمح لحياة مختلفة عن قريناتها و"نهر" التي تحكي عن جدتها "حميدة" المتعطرة دائما و"عزيزة" التي لم تجرؤ على لقاء الكاتبة بنفسها بسبب القيود التي تفرضها أسرتها فتحدثها خلسة ليلا عبر هاتف تخفيه.. يزخر الجزء الأول ببوح نساء وفتيات من أعمار مختلفة وخلفيات متباينة.

ويحمل البوح وجعا نسائيا خالصا في مجتمع محافظ تكبل قيوده المرأة التي تتكيف بصلابتها وحسن تدبيرها. وبأسلوب يمس وجدان القارئ ويقرب إليه الصورة كثيرا حتى تبدو وكأنها واقعا مرئيا وملموسا تلجأ سلمى أنور للاقتباس المباشر من النساء بلهجتهن الصعيدية المميزة.

تروي "نواعم" كيف علمت أن زوجها وأبا أبنائها الأربعة يهاتف صديقة عمرها فيهامسها ويدللها بما لم تعهده منه هي نفسها من عبارات الغزل والهوى. وحين واجهته لم ينكر "بل زاد في إحراق قلبها بأن أكد أنه سيتزوج عشيقته، ونكاية فيها سيتزوجها على ‘خشب أوضة نومها‘، ثم بدأ أمام عينيها الباكيتين في فك دولاب غرفة نومهما ليهديه لعشيقته وعروسه المقبلة!".

وتحكي "كلمت خالتي.أصل أمي مَرَة غلباة خالص. ياكل عشاها البِس (القط)."

ثم تمضي "قال ويقولوا نسوان الصعيد مكسورين! طب ياجوا يشوفوا الخالة! خالتي دي بقى مَرَة طويلة كدة وجامدة (ممتلئة)، لما توقف تسد عين الشمش (الشمس)! وتلاقيها عاصبة راسها بطرحة دورين ولابسة الجلابية التفصيل القطيفة وفي ودانها الحلق الدهب الزماني اللي عامل كيف خراطة الملوخية!".

وإلى جانب خيانات الزوج تتنوع الهموم ما بين عنوسة وزواج تعس هربا من مجتمع لا يعتبر المرأة كاملة إلا بزواجها وإنجابها الذكور وفتيات يحملن في قلوبهن الغضة أحلاما ربما تبدو مستحيلة في عالمهن المغلق شديد الصرامة.

ويرصد الجزء الثاني الذي يحمل عنوان "حكايات الصعيد التي لا يملكها أحد" سمات مميزة للغاية لا توجد خارج مجتمع الصعيد.

وعلى لسان النساء أيضا يورد هذا الجزء قصصا عن عالم السحر والأعمال السفلية ونظرة المجتمع للمصابين باضطرابات عقلية وتعامله مع الحسد والأشباح وحتى "الغولة". كما يتطرق إلى طقوس الصعيد في مناسبات مثل الزواج والوفاة والولادة والختان ولا يخلو من بعض الأغاني الصعيدية المميزة التي تنطلق في هذه المناسبات.

يوثق "الصعيد في بوح نسائه" تراثا يتواتر شفهيا في المعتاد ومن ثم يكون عرضة للضياع بمرور الزمن. واستغرق جمع حكاياته عاما كاملا.

وصدر لسلمى أنور من قبل رواية "نابروجادا" وكتاب "الله.. الوطن.. أما نشوف" وديوان "سأعيد طروادة إلى أهلها ثم أحبك".

(تحرير أمل أبو السعود) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20170303T105152+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.