من يانيس بهراكيس
إيدوميني (اليونان) (رويترز) - جلست جينو حسن (17 عاما) وحيدة حبيسة كرسيها المتحرك وبقيت صامتة في مكانها طوال يوم الجمعة تقريبا في مواجهة البوابات المغلقة عند الحدود المقدونية على أمل أن تلين السلطات هناك وتسمح لها ولعائلتها باستئناف طريقهم شمالا عبر البلقان إلى ألمانيا.
ووضع سركوت والد جينو كرسي ابنته المتحرك عند فجر يوم الجمعة في مكانه بمواجهة البوابات على أمل أن تكون عائلته أول العابرين من الطابور الطويل للاجئين المنتظرين عند فتح حدود اليونان مع مقدونيا عند قرية إيدوميني الصغيرة.
كانت عائلة حسن وهي كردية عراقية من كركوك ضمن 20 ألف لاجئ ومهاجر على الأقل تقطعت بهم السبل في اليونان على أثر إجراءات إغلاق الحدود المتعاقبة على طول مسار البلقان الذي يستخدمه اللاجئون في طريقهم إلى الدول الأوروبية الأكثر رخاء.
وقال سركوت حسن (46 عاما) الذي وصل مع عائلته إلى اليونان عبر جزيرة ليسبوس قبل ثمانية أيام "نريد الوصول إلى ألمانيا."
ولا تقدر جينو وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة على الكلام فتجلس على كرسيها المتحرك حافية القدمين. وعندما بدأت السماء تمطر غطتها عائلتها بأكياس بلاستيكية.
كانت جينو ترتدي قبعة تغطي وجهها بينما كانت تميل إلى أحد جانبيها في مواجهة البوابة الحدودية الحديدية التي يعلوها شريط شائك بينما كان والدها يصرخ من وقت لآخر داعيا الشرطة المقدونية إلى فتح البوابة لكن دون جدوى.
وقال سركوت حسن "أتوسل إلى (الأمين العام للأمم المتحدة) بان جي مون ليساعدنا. أتوسل إلى الاتحاد الأوروبي ليفتح الحدود."
ومضى بالقول "ابنتي تحتاج إلى المساعدة. لا أعرف ماذا أفعل."
ووافقت مقدونيا وغيرها من الدول على طول خط البلقان على الحد من تدفق اللاجئين ليصل إلى 580 شخصا في اليوم لكل دولة وفق ما أعلنت الشرطة السلوفينية يوم الجمعة بعد يوم على اجتماع لبحث الأزمة في النمسا.
وطلبت اليونان -التي غضبت من عدم دعوتها إلى المحادثات في فيينا - يوم الجمعة من الشركات التي تدير العبارات ووكالات السفر تخفيض عدد اللاجئين الذين تنقلهم من الجزر اليونانية إلى البر الرئيسي.
في حين أعلنت مقدونيا في وقت سابق أنها ستسمح فقط للمواطنين السوريين والعراقيين بعبور حدودها من اليونان من الآن فصاعدا.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)