من ماتياس بلامونت
كاليه (فرنسا) (رويترز) - بدأ عمال فرنسيون إزالة مخيم "الغابة" في كاليه يوم الثلاثاء واستخدموا المطارق الثقيلة لهدم الأكواخ التي أقامها مهاجرون يسعون للوصول إلى بريطانيا.
ووقفت الشرطة المزودة بمدافع مياه على مقربة لحراسة الموقع بينما انتظر مئات المهاجرين -بعضهم قضى بالمخيم الواقع بشمال فرنسا شهورا وربما سنوات- حافلات لتنقلهم إلى أماكن أخرى داخل البلاد.
وقال فابيان بوكيو حاكم المنطقة بعد وصوله للمخيم في حراسة نحو 150 إلى 200 شرطي من قوات مكافحة الشغب "علم المهاجرون منذ فترة طويلة أن ذلك سيحدث."
ووقفت مجموعات من الشبان الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا يستمدون الدفء حول أكوام من القمامة التي يجري حرقها داخل المخيم الذي أصبح رمزا لسياسات أوروبا الفاشلة في الهجرة.
وقال مسؤولون إن العملية تتم بهدوء.
وبالنسبة لكثير من المهاجرين الفارين من الحرب والفقر يمثل إغلاق مخيم "الغابة" نهاية حلم الوصول إلى بريطانيا عبر ممر بحري قصير حيث سعى كثيرون إلى لم شمل أسرهم أو العثور على فرصة عمل.
وقال أفغاني يدعى عاراش (21 عاما) وهو يشق طريقه إلى عنبر المسؤولين الذين يقومون بعمل إجراءات المهاجرين "نعرف أن مخيم الغابة انتهى."
وأضاف "سوف نرى ما إذا كان بإمكاننا ركوب حافلة اليوم لكننا نريد مدينة جيدة مثل واحدة قرب باريس. ما لم نتمكن من الذهاب إلى هناك فسوف نعود إلى الغابة."
وبعثت الحكومة أخصائيين اجتماعيين ومترجمين وزعوا منشورات في أنحاء المخيم صباح يوم الثلاثاء لإقناع قاطنيه بضرورة الاستعداد لمغادرته.
وقال الأخصائي الاجتماعي سيرج زارزينسكي "إجمالا تفهم المهاجرون أن الوقت قد انتهى في الغابة."
لكن قال بعض المهاجرين إنهم سيقاومون جهود إعادة توطينهم في أماكن أخرى من فرنسا.
وقال الأفغاني خان (32 عاما) "فرنسا بلد جيد لكن غير مناسب لي ولموقفي. سأمكث هنا وسأبنى غابة أخرى."
ودخلت لندن وباريس في خلاف بشأن مصير 1300 طفل من المهاجرين دون عائل. ودعت الحكومة الفرنسية بريطانيا الأسبوع الماضي إلى تعزيز جهودها وأن تعيد توطين الأطفال المهاجرين.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد يوم الاثنين إن بريطانيا ستستقبل نحو نصف أطفال المخيم الذين ليس معهم عائل.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)