💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

في مخيم للاجئين بالضفة الغربية .. الصراع السياسي ينقلب عنفا

تم النشر 03/11/2016, 16:23
© Reuters. في مخيم للاجئين بالضفة الغربية .. الصراع السياسي ينقلب عنفا

من لوك بيكر

مخيم بلاطة للاجئين (الضفة الغربية) (رويترز) - تنتشر آثار مئات الطلقات النارية على الجدران الخرسانية وواجهات المتاجر وفي أزقة تملؤها أكوام القمامة في مخيم بلاطة أكبر مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية المحتلة لتشهد على اشتباكات ضارية وقعت هذا الأسبوع بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين من المخيم.

وصلت قوات الأمن مدججة بالسلاح قبل فجر الاثنين للقبض على عدد محدود من سكان المخيم قالت القوات إنهم مجرمون وبلطجية. وظلت أصداء النيران تدوي على مدى ست ساعات فحطمت النوافذ واخترقت الأجسام المعدنية قبل انسحاب قوات الأمن صفر اليدين.

وبعد مرور يومين على هذه الاشتباكات سار أحد المطلوبين بكل جرأة في الشارع الرئيسي مارا بمحل القصاب الذي كانت الذبائح تتدلى أمامه والمخبز الذي صفت أمامه أرغفة الخبز الطازج الساخنة وهو يشعر بالزهو لأن المخيم وقف وقفة حازمة وصد الهجوم.

وقال ختام أبو رزق (31 عاما) لرويترز وهو يدخن سيجارة في حجرة أمامية بها قليل من الأثاث بمنزل قديم يملكه صديق له "بلاطة حصن". وكانت الستائر مسدلة تماما وعلى الحائط علقت صورة لياسر عرفات.

وأضاف مشيرا لسلطة الحكم الذاتي المحدود التي يرأسها الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية "لا نسمح للسلطة الفلسطينية بالدخول لأنها ستعتقلنا وتعذبنا... لسنا مجرمين. شباب بلاطة غاضبون لأنه لا أحد ينصت لهم. نريد الكرامة ونريد حياة أفضل."

وإلى حد كبير يتحدد في مخيم بلاطة شكل الساحة السياسية الفلسطينية مستقبلا وكذلك مصير عباس (81 عاما) الذي يقود السلطة الفلسطينية منذ 11 عاما. ويعد مخيم بلاطة من معاقل الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية على الاحتلال الإسرائيلي.

يبلغ عدد سكان المخيم حوالي 30 ألف نسمة كلهم من اللاجئين أو أبناء اللاجئين من حرب 1948 التي أعقبت قيام دولة إسرائيل.

والمخيم من أفقر المناطق في الضفة الغربية المحتلة وعلى مر السنين تنامى غضب سكانه خلال الانتفاضتين والحملات الأمنية الإسرائيلية كما ازدادوا هم تهميشا وزادت كذلك صعوبة الكفاح للفكاك من براثن الفقر.

وخلال عهد عرفات كانت مشاعر الإحباط موجهة بالكامل نحو إسرائيل وكان الشبان في المخيم يقبلون على الانضمام لكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح التي يرأسها عباس حاليا. أما الآن فالجانب الأعظم من مشاعر الغضب موجه لعباس نفسه لعدم الوفاء بوعوده.

وحتى وفاة عرفات عام 2004 وفي سنوات حكم عباس الأولى بقيت حركة فتح موحدة متماسكة وكانت هي القوة المهيمنة في الساحة السياسية الفلسطينية. غير أن السنوات الأخيرة شهدت صعود نجم فصائل متنافسة مع تنامي مشاعر الاستياء من فشل القيادة في تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.

* اضطرابات في فتح

أحد أبرز منافسي عباس هو محمد دحلان (55 عاما) رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق من حركة فتح والذي يعيش في منفى اختياري في أبوظبي.

ولد دحلان في أحد مخيمات الفلسطينيين بقطاع غزة وقد سعى دوما لكسب تأييد اللاجئين. غير أن له قاعدة قوية بصفة خاصة في مخيم بلاطة بفضل تبرعاته الخيرية والدعم الذي يلقاه كما يقول السكان من جمال الطيراوي أحد كبار الساسة المحليين.

ويرى أبو رزق المسلح المطلوب في دحلان شخصية من قواعد حركة فتح تتمتع "بالمبادرة ويمكن الاعتماد عليها". ويضيف أن عباس في الجانب الآخر فقد الإحساس بالمشاعر السائدة في المخيمات.

وقال أبو رزق "الرئيس لم يزرنا حتى ولو مرة. وهو يتلقى المعلومات الخطأ عنا ولا يفهم. لو أنه اهتم وأرسل وفدا ولو مرة واحدة..."

وسئل أبو رزق عن سبب إرسال السلطة الفلسطينية قوات خاصة لمحاولة القبض عليه هو وآخرين إذا لم يكونوا مجرمين فقال وهو يبتسم "لأنهم يعتبروننا رجال دحلان. فعباس يكره دحلان أكثر حتى مما يكره إسرائيل."

وبدأت التوترات تطفو على السطح الآن في بلاطة وغيرها من مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية لأن حركة فتح ستعقد مؤتمرها في نهاية الشهر وهو أول مؤتمر لها منذ عام 2009 وذلك لاختيار أعضاء جدد للجنة المركزية ومجلس قيادة جديد.

ويقول مسؤولون في حركة فتح ومحللون سياسيون إن دحلان وقادة الفصائل الأخرى يرون في المؤتمر فرصة لتدعيم مراكزهم في الحركة غير أن عباس يناور لإبعادهم ودعم ما يحظى به من تأييد.

وقال تيسير نصر الله عضو حركة فتح والمنسق السياسي في المخيم "كثيرون ممن تربطهم علاقة بدحلان يحاولون إظهار أن هناك صراعا مع عباس. الصراع بين عباس ودحلان يجري على ساحة بلاطة. وهو مؤشر للوضع السياسي الفلسطيني."

وما يقلق المراقبين والأمم المتحدة والمانحين من الدول العربية والغربية وكذلك إسرائيل باعتبارها قوة الاحتلال منذ ما يقرب من 50 عاما الخوف من انقلاب الصراع داخل حركة فتح إلى عنف وأن تصبح مخيمات اللاجئين وقودا يغذيه.

ويوجد 19 مخيما في مختلف أنحاء الضفة الغربية يبلغ عدد اللاجئين المسجلين الذين يعيشون فيها 740 ألف نسمة. وفي الأسبوع الماضي اجتمعت قيادات عدد من المخيمات في مخيم الأمعري في رام الله لبحث الخيارات المتاحة. وكان من بينهم الطيراوي.

وقد زار نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نابلس حيث يقع مخيم بلاطة يوم الثلاثاء وخرج من الزيارة مهموما بالمشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتنامية وما تنطوي عليه من عواقب سياسية.

وقال ملادينوف مركزا على ضرورة الوحدة على الساحة السياسية الفلسطينية وانخراط إسرائيل في عملية سلام وضبط النفس من جانب قوات الأمن الفلسطينية "نحن نشعر بالقلق من التطورات في مخيمات اللاجئين حيث يتنامى التوتر."

© Reuters. في مخيم للاجئين بالضفة الغربية .. الصراع السياسي ينقلب عنفا

وأضاف "في ضوء اليأس الاجتماعي والاقتصادي وتوفر الأسلحة المميتة ثمة احتمال حقيقي أن تتصاعد هذه الانقسامات بما في ذلك أن تتطور إلى عنف."

(شارك في التغطية علي صوافطة - إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.