💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

قصص المهاجرين المفجعة تضعف أمل السوريين في المرور الآمن الى اوروبا

تم النشر 02/09/2015, 23:32
محدث 02/09/2015, 23:38
© Reuters. قصص المهاجرين المفجعة تضعف أمل السوريين في المرور الآمن الى اوروبا

من جون دافيسون

طرابلس (لبنان) (رويترز) - يلهو أطفال حسن وصبا الجدوة الخمسة في مخيم المنية للاجئين السوريين المؤلف من مجموعة من الخيام البيضاء قبالة الطريق السريع الرئيسي على مشارف مدينة طرابلس بشمال لبنان.

وازدادت ظروف معيشتهم البائسة سوءا نتيجة لوقف المساعدات مما اضطر بعضا من اللاجئين السوريين في لبنان البالغ عددهم 1.2 مليون للسعي للهجرة غير المشروعة الى أوروبا بما في ذلك عن طريق البحر.

لكن لقطات أذيعت على نطاق واسع لجثث أطفال قذفها البحر الى شواطىء جزر بالبحر المتوسط أو توفوا في شاحنات في أوروبا تحبط من من كانوا ربما ينوون الفرار بالفعل.

وقال حسن (43 عاما) وهو يحاول تهدئة رضيعه الذي كان يبكي "لا توجد مساعدات هنا ولا أمل."

وأضاف "اذا كانت هناك فرصة للهجرة بأمان سنهاجر. لكن ليس بطريقة غير شرعية. نشعر بالخوف بعد أن رأينا ما حدث في أوروبا. لقي كثيرون حتفهم خلال قيامهم بذلك."

وفر حسن وأسرته من محافظة حمص بغرب سوريا في مستهل الحرب الأهلية السورية التي بدأت قبل أكثر من أربع سنوات متجها الى لبنان حيث يود الكثير من السوريين الخروج من أزمة اللاجئين التي تزداد تفاقما.

وقالت زوجته صبا "لو كانت هناك طريقة مشروعة ومنظمة للهجرة لأخذت أطفالي ورحلت اليوم."

وأضافت "لكننا سمعنا القصص عمن يسافرون بطريقة غير مشروعة والأطفال الذين يموتون في تلك الرحلات. لا يمكن أن أخوض هذه المجازفة بأطفالي لهذا فإننا سنظل في هذا المخيم في الوقت الحالي."

ودفع تردي أوضاع نحو أربعة ملايين لاجئ سوري يعيشون في دول الجوار كثيرين للسعي لطلب اللجوء الى أوروبا إذ قصدت أعداد قياسية من المهاجرين شواطئها.

ولقي اكثر من 2500 مهاجر حتفهم في عدد من حوادث تهريب البشر في البحر والبر.

وقف المساعدات

في مخيم المنية يقول سكان إن نحو 400 شخص يعيشون في 32 خيمة ليس بها سوى الحصير ومواقد الغاز للطهي.

ودفع نقص التمويل الشديد الأمم المتحدة الى تقليص المساعدات هذا العام وخفض برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية التي يقدمها لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين بالمنطقة الى النصف. ويتلقى اللاجئون مساعدات غذائية قيمتها 13.5 دولار شهريا للشخص الواحد وهو نصف المبلغ الذي كانوا يحصلون عليه من قبل ويقول البعض إنهم لا يحصلون على مساعدات على الإطلاق.

تقول فريال قاسم دعبس المقيمة بمخيم المنية "حين وصلنا في البداية كنا نتلقى مساعدات وقسائم غذائية مدفوعة مقدما ثم انخفضت قيمة ذلك والآن لا يحصل كثيرون على أي شيء."

وأضافت أن اللاجئين الفقراء الذين لا يمكنهم سداد رسوم تجديد تصاريح الإقامة كل ستة أشهر يواجهون خطر أن تلقي قوات الأمن اللبنانية القبض عليهم مما يثني الرجال عن الخروج للبحث عن عمل.

علاوة على ذلك فإن تزايد العداء للاجئين في المنطقة أدى الى زيادة في الاعتداءات على السوريين في لبنان.

"ليس هناك خيار آخر"

في حين لا يرغب كثيرون في المجازفة بالقيام برحلة الهجرة المحفوفة بالمخاطر لا يرى كثيرون خيارا آخر.

وفشلت صور جثث اللاجئين في إثناء منال الناجي الأم لطفلين المقيمة في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في طرابلس. والمخيم غابة من الخرسانة ويقول مسؤول به إنه يستضيف حاليا آلافا إضافية من اللاجئين السوريين من أصل فلسطيني فروا من الصراع.

وقالت منال التي جلست على حشية رقيقة في غرفة معيشتها التي لا توجد بها نوافذ "أريد أن أهاجر حتى لو كان الأمر شديد الخطورة."

وأضافت "لم أظن قط أنني سأكون مستعدة يوما لتعريض ابنتي التي يبلغ عمرها أربعة أعوام للخطر. نسمع عن الكثير من الناس الذين يغرقون خلال محاولتهم القيام بالرحلة. لكن وضعنا لا يترك لنا خيارا آخر."

اتصلت منال بمهربين سعيا للسفر بالقارب من طرابلس الى تركيا لكنها ما زالت لا تستطيع تدبير المبلغ المطلوب وهو 2000 دولار.

ويقول مسؤولون في مخيم البداوي إن نحو 200 أسرة سعت الى تهريبها الى أوروبا وإن مصير الكثير منها غير معلوم.

وقال وسيط يشترك في عمليات تهريب من طرابلس طلب عدم نشر اسمه إنه تم تنظيم عدد من الرحلات التي انطلقت من المدينة الساحلية وإن اللاجئين الفلسطينيين والسوريين يشكلون أغلبية المسافرين.

وأضاف أنهم يدفعون آلاف الدولارات لمحاولة الوصول الى أوروبا.

لكن المخاطر التي تنطوي عليها رحلات التهريب تزداد وضوحا أكثر من أي وقت مضى مع تزايد أعداد اللاجئين.

في مخيم المنية يقول يوسف مصطفى (65 عاما) إنه لم يعد لديه استعداد للمجازفة.

وأضاف "البقاء هنا أفضل بالنسبة لي من الموت."

© Reuters. قصص المهاجرين المفجعة تضعف أمل السوريين في المرور الآمن الى اوروبا

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.