من حميرة باموق وداشا افاناسيفا
أدرنة/اسطنبول (تركيا) (رويترز) - أوقفت قوات الأمن التركية مئات الأشخاص غالبيتهم سوريون يوم الثلاثاء ومنعتهم من السير صوب الحدود الغربية لتركيا مع اليونان في مسعى للوصول إلى أوروبا لتفتح بذلك جبهة جديدة في أزمة المهاجرين المتصاعدة.
وأقامت قوات الأمن التركية يوم الثلاثاء متاريس قرب مدينة أدرنة على بعد نحو 17 كيلومترا من حدود اليونان بعد أن تدفق مئات على الطريق السريع الرئيسي بينما لجأ آخرون إلى التلال المحيطة في مسعى للوصول إلى الحدود.
وتم تعليق خدمة الحافلات من اسطنبول إلى أدرنة في محاولة من السلطات لوقف تدفق المهاجرين وتجمع مئات من الساعين للقيام بالرحلة على مقربة وطالبوا بدخول الاتحاد الأوروبي برا في ظل تزايد المخاوف بشأن السفر عن طريق البحر.
وهتفت الحشود التي رفعت لافتات قرب محطة القطارات الرئيسية في اسطنبول "انقذونا من الغرق".
واستخدم المهاجرون وسائل التواصل الاجتماعي للتنظيم قبل محاولة يوم الثلاثاء للوصول إلى اليونان عن طريق البر على أمل استقطاب الاهتمام إلى مخاطر العبور البحري إلى أوروبا.
وتستضيف تركيا مليوني شخص وهو أكبر عدد للاجئين في العالم لكن الأوضاع الصعبة وقلة فرص العمل دفعت موجة متزايدة من اللاجئين إلى محاولة الهرب إلى اليونان عضو الاتحاد الأوروبي ويستقل غالبيتهم قوارب متهالكة.
*أوروبا منقسمة
وفي وقت سابق من الشهر الحالي انتشرت صور جثة طفل جرفتها مياه البحر إلى شاطئ تركي مما أحدث صدمة على مستوى العالم وأثار جدلا حاميا عن السبيل الأمثل للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الناس الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
لكن غالبية المسافرين مازالوا يحاولون العبور إلى الجزر اليونانية القريبة ويقع بعضها على مسافة أربعة كيلومترات فقط من الساحل التركي. وغرق ما لا يقل عن 22 شخصا يوم الثلاثاء حين انقلب قاربهم.
وقال رجل امام محطة للحافلات لرويترز "لا أحب البحر ولا أستطيع السباحة. لا أريد أن أموت في البحر."
وقرب أدرنة أمرت قوات الأمن اللاجئين وأغلبهم من السوريين بالابتعاد عن الطريق حيث حاولوا الاحتماء من الشمس تحت الأشجار بينما حمل بعضهم مظلات ليستظل بها أطفالهم وكانت هناك امرأة تجلس على مقعد متحرك. وتعهدوا بالبقاء إلى أن تسمح السلطات لهم بمواصلة السير إلى الحدود.
وقال شريف (27 عاما) وهو من القامشلي في سوريا "الحياة صعبة هنا حقا. وفروا لنا المأوى ولا شيء سواه. ليست لنا حقوق. نحتاج إلى وظائف لكننا لا نستطيع الحصول عليها."
وفشل الاتحاد الأوروبي في توحيد موقفه من أزمة المهاجرين إذ ترحب بعض الدول بهم بينما تشدد دول أخرى إجراءات الأمن على حدودها.
وتواجه اليونان صعوبات متزايدة للتعامل مع الأزمة وهي تتحمل الجانب الأكبر من عبء توافد ما يقدر بنحو 464 الف شخص عبروا البحر المتوسط هذا العام.
في الوقت نفسه تقول تركيا إنها أنفقت 6.5 مليار دولار على التعامل مع تداعيات الأزمة الإنسانية التي نجمت عن الصراع في جارتيها سوريا والعراق.