من أحمد العمامي
طرابلس (رويترز) - قالت قوات تدعمها حكومة الوفاق الوطني الليبية يوم الأربعاء إنها عززت مواقعها على أطراف مدينة سرت وصدت هجمات مضادة في إطار مساع لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من معقله في ليبيا.
وقال رضا عيسى المتحدث باسم القوات ومصدر أمني إنها تصدت لمحاولة لاستعادة ميناء سرت الذي حررته الأسبوع الماضي في حين فجر انتحاري سيارة ملغومة في اشتباكات دارت في حي 700.
وأضاف عيسى أن الهجمات تدور على أطراف منطقة مساحتها 25 كيلومترا مربعا مازالت تخضع لسيطرة الدولة الإسلامية مشيرا إلى إصابة خمسة أشخاص على الأقل.
واستؤنف القتال يوم الأربعاء قرب ميناء سرت. وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات عنيفة دارت في حي 700 وحول قاعة واجادوجو للمؤتمرات الواقعة إلى الجنوب مباشرة من منطقة لا تزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية.
وتقود الهجوم في سرت كتائب من مدينة مصراتة بغرب ليبيا متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة. وبدأت القوات هجوما مضادا على الدولة الإسلامية قبل أقل من شهر وتستعيد بسرعة السيطرة على مواقع على الطريق الساحلي غربي سرت وتتقدم باتجاه مشارف المدينة.
وجاء في البيان يوم الأربعاء "اشتبكت اليوم قواتنا المتقدمة من محور الغربيات مع مقاتلي داعش وصدت هجوما لهم استخدموا فيه مدافع الهاون ودبابة بدعم من القناصة المتمركزين فوق المباني العالية."
وأضاف أن القوات تعمل على تمشيط مناطق تحت سيطرتها من الألغام والمتفجرات وتستعد لإطلاق إذاعة للرد على "شائعات وأكاذيب وتضليل الدواعش."
وقال مسؤولون إن خمسة من مقاتلي الكتائب قتلوا وأصيب أكثر من 30 يوم الثلاثاء. وقتل أكثر من 120 شخصا في القتال الشهر المنصرم وأصيب أكثر من 500.
وتقول الكتائب إنها ألحقت خسائر فادحة بالتنظيم المتشدد لكن يعتقد أن المئات من مقاتلي الدولة الإسلامية ما زالوا داخل سرت. وقال عيسى إن جثث القتلى من المتشددين - ومعظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء - كانت ملقاة في الشوارع.
وفر معظم سكان سرت وغادرت المزيد من الأسر المدينة الأسبوع الماضي مع تقدم القوات المدعومة من حكومة الوفاق الوطني. وقال عيسى إنه جرى إجلاء ست عائلات يوم الأربعاء من مناطق اشتد فيها القتال.
وتهدف حكومة الوفاق الوطني إلى أن تحل محل حكومتين متنافستين تشكلتا في طرابلس وشرق ليبيا عام 2014 في خضم صراع بين تحالفين لجماعات مسلحة متنافسة.
واستغلت الدولة الإسلامية الاضطرابات السياسية وأقامت وجودا لها في ليبيا في نفس العام. وأحكمت سيطرتها على سرت عام 2015 لكنها وجدت صعوبة في تعزيز سيطرتها في أنحاء أخرى من البلاد.
وتحاول حكومة الوفاق الوطني تدريجيا توسيع سيطرتها منذ أن وصلت إلى طرابلس في مارس آذار. وحصلت على دعم من جماعات عديدة في غرب وجنوب ليبيا لكنها واجهت صعوبات لكسب دعم شخصيات بارزة في الشرق.
وترى القوى الغربية في حكومة الوفاق الوطني أفضل فرصة لتوحيد الفصائل الليبية وهزيمة الدولة الإسلامية وتقدم مساعدة في مجال المخابرات للكتائب التي تتقدم باتجاه سرت.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)