واشنطن، 11 ديسمبر/كانون أول (إفي): أعرب وزير خارجية كازاخستان، يرلان إدريسوف، عن دعم بلاده للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، معربا في نفس الوقت عن أمله في التوصل لـ"حل سلمي" للأزمة الراهنة في أوكرانيا.
وناقش إدريسوف هاتين القضيتين خلال الاجتماع الذي عقده في واشنطن مساء أمس الأربعاء مع نظيره الأمريكي جون كيري.
وفي تصريحات لـ(إفي)، أوضح كبير الدبلوماسية الكازاخية بعد اجتماعه مع كيري أن "الإرهاب ظاهرة عالمية.. وإن ما يسمى بالدولة الإسلامية هو الوجه القبيح للغاية من هذا المرض المؤسف".
وقال وزير الخارجية الكازاخي إن التنظيم الجهادي "تحول إلى قضية دولية... لذلك، فإننا نرحب وندعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة ما يسمى بالدولة الإسلامية".
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد طلبت من كازاختسان المساعدة العسكرية في محاربة الجهاديين في سوريا والعراق، حيث تقود تحالفا دوليا لمواجهة الجماعات المتشددة، قال إدريسوف إن واشنطن "أطلقت نداء عالميا لجميع أعضاء المجتمع الدولي للمشاركة" في الحملة.
وتابع "لدينا طريقتنا في معالجة هذه القضية، خاصة من خلال التعاون بين وكالات كلا البلدين. وهذا مهم للغاية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأضاف "الإرهاب لا يعرف الحدود، وأصبح تهديدا عالميا. لذلك، فإن توحيد الجهود يعتبر وسيلة حكيمة للغاية لا غنى عنها لمواجهة هذا التهديد".
وأكد المسئول الكازاخي على ضرورة عدم الربط بين التنظيم الجهادي والإسلام، لأن هذا الدين "مسالم للغاية".
وأشار كيري في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية إلى "التعاون المتنامي" بين البلدين في مجال الأمن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: "نحن نعمل مع كازاخستان لمواجهة التحدي المتمثل في الدولة الإسلامية ومكافحة الإرهاب".
وبحث المسئولان الأزمة الأوكرانية خلال اللقاء الذي جمع بينهما في واشنطن.
وذكر وزير الخارجية الكازاخي أن الأمور أصبحت بسبب الأزمة الأوكرانية "معقدة للغاية في أوراسيا.
وتابع "كازاخستان غير سعيدة مطلقا إزاء عدم التوصل لحل لهذه الأزمة حتى الآن".
وأعرب إدريسوف عن "تفاؤله" لقرب صدور قرار محتمل بشأن الأزمة الأوكرانية.
ومنذ بداية انتفاضة المواليين لروسيا ضد السلطات الجديدة في كييف في أبريل/نيسان الماضي، قتل أكثر من أربعة آلاف و300 شخص، بينهم مقاتلون ومدنيون، بينما تحول مئات الآلاف إلى لاجئين.
وقال إدريسوف "نأمل أن يتوصل الطرفان من خلال الحوار إلى التزام وحل سلمي للأزمة الأوكرانية".
وأكد كبير الدبلوماسية الكازاخية معارضة بلاده، التي تعتبر حليفا مقربا من موسكو، للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا.
وتابع "كازاخستان لا تؤيد العقوبات لأننا نعتقد أنها لن تفضي إلى نتائج".
وقال المسئول الكازاخي "نحن نتفهم أنه في بعض الأحيان يمكن اعتماد العقوبات كحل أخير. ولكن في هذه الحالة، العقوبات لا تساعد أحدا.. فلن تساعد أوروبا أو روسيا أو أوكرانيا.. حيث لا تزال الأزمة مستمرة هناك".
وتابع "نشجع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وأوكرانيا على إيجاد حل للأزمة.. ونحن نريد المساعدة في تأمين التوصل لحل إيجابي لهذه القضية".
وناقش إدريسوف وكيري الوضع في أفغانستان، حيث تدعم حكومة استانا قوات الأمن الوطنية في هذا البلد، فضلا عن الانتشار النووي والبرنامج النووي الإيراني وتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا.
وكان على جدول أعمال هذا الاجتماع، محاولة المسئول الكازاخي الحصول على دعم الولايات المتحدة لكازاخستان، تاسع أكبر دولة في العالم، والقوة الاقتصادية المتميزة في مجال الطاقة، من أجل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
وقال إدريسوف إن انضمام كازاخستان إلى هذه المنظمة "كانت نقطة مهمة للغاية في حوارنا الثنائي".
وتابع: "الولايات المتحدة تدعم انضمامنا إلى هذه المنظمة، إلا أن هذه المسألة من الناحية التقنية معقدة للغاية، وآمل عاجلا وليس آجلا أن ننضم إليها".
وأكد كيري أن الولايات المتحدة "تعمل جاهدة من أجل حصول كازاخستان على عضوية منظمة التجارة العالمية".
وفي اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى واشنطن، يلتقي إدريسوف، الذي كان سفيرا لبلاده في العاصمة الأمريكية منذ سنوات، اليوم الخميس بالعديد من المسئولين في وزارة التجارة الأمريكية لتعزيز التفاوض بشأن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. (إفي)