من ستيفن أديسون
لندن (رويترز) - انضمت المنظمات والجمعيات الإسلامية يوم السبت في جميع أنحاء بريطانيا إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في استنكار ذبح عامل الإغاثة البريطاني آلن هيننج على يد مقاتلي الدولة الإسلامية الذي وصفه أحد رجال الدين المسلمين البارزين بأنه عمل "خسيس وشائن."
وأقيمت الصلاة على روح هيننج (46 عاما) -وهو سائق سيارة أجرة من سالفورد بشمال إنجلترا- في المساجد في أنحاء البلاد مع بداية الاحتفال بعيد الأضحى.
ووصف كاميرون هيننج بأنه رجل دمث وعطوف لم يفعل سوى أنه حاول مساعدة الآخرين. وقال ان الحكومة البريطانية ستبذل كل ما بوسعها للقضاء على قتلته.
وقال كاميرون في رسالة بثت بعد الاجتماع بقادة القوات المسلحة البريطانية ووكالات الاستخبارات في مقره الريفي "سنستخدم كل الموارد المتاحة لدينا... لهزيمة هذا التنظيم الذي تتسم طريقة تعامله مع الناس بالشراسة وعدم الرحمة والوحشية."
أسر هيننج في سوريا لتسعة اشهر قبل أن ينشر تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب يوم الجمعة يظهر فيه راكعا امام رجل ملثم مسلح بسكين في مكان صحراوي.
وتحدث الرجل الملثم لفترة وجيزة بلكنة جنوب بريطانيا عينها التي استخدمها قاتل الرهائن السابقين الذي بات يعرف بالجهادي جون.
وهيننج هو الرهينة الرابع الذي تذبحه الدولة الإسلامية التي تتعرض لغارات جوية تشنها مقاتلات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول عربية منذ استيلائها على مساحات من العراق وسوريا.
وكانت قضيته قد أثارت موجة من المناشدات لإطلاق سراحه من قادة المسلمين في بريطانيا الذين أعرب عدد منهم يوم السبت عن صدمتهم لمقتله.
وكتب شجاع شافي الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا على حسابه على تويتر للتواصل الاجتماعي قائلا "يحزنني ما تردد من أنباء عن قتل آلن هيننج. انه عمل خسيس وشائن. لقد ساعد المسلمين. اعبر عن تعاطفي وصلواتي من أجل عائلته."
ووصفت جمعية تطلق على نفسها اسم مسلمو شمال انجلترا هيننج بأنه "بطل قومي" وقال محمد شفيق وهو المدير التنفيذي لمؤسسة رمضان التي تساعد الشبان البريطانيين المسلمين "هذا القتل الوحشي هو عدوان على كل الناس المحترمين في انحاء العالم."
*غارات جوية
وكان هيننج أحد أفراد قافلة إغاثة تنقل معدات طبية لمستشفى في شمال غرب سوريا في ديسمبر كانون الأول العام الماضي عندما أوقف مسلحون القافلة وخطفوه.
وتصاعدت المخاوف على سلامته منذ اتخاذ البرلمان البريطاني قرارا يفوض الحكومة تنفيذ غارات جوية على أهداف للدولة الإسلامية في العراق.
وفي التسجيل المصور على يوتيوب يبدو هيننج وهو يقرأ من نص مكتوب قبل ان يقتل جاء فيه "بسبب قرار برلماننا مهاجمة الدولة الإسلامية سأدفع أنا بصفتي أحد أفراد الشعب البريطاني ثمن ذلك القرار."
وواجه القادة المسلمون في بريطانيا في السابق انتقادات لما اعتبره عدد من منتقديهم عجزا عن المواجهه العلنية لما سماه كاميرون "الفكر المسموم" للمتطرفين الإسلاميين.
لكن قضية هيننج الذي اخذ عطلة من دون مرتب من عمله وترك وراءه زوجة وولدين مراهقين لمساعدة المسلمين على تسليم مواد الإغاثة إلى الأطفال في سوريا لاقت ردا موحدا.
وفي الشهر الماضي نددت رسالة موقعة من أكثر من 100 من الأئمة والزعماء المسلمين البريطانيين بالدولة الاسلامية.
وجاء في الرسالة ان "التهديدات الخسيسة الموجهة للسيد هيننج من قبل من يطلقون على انفسهم اسم مسلمين ليس لها ما يبررها في القرآن والسنة."
وأضافوا في رسالتهم إن "المتعصبين غير الإسلاميين لا يتصرفون كمسلمين بل مثلما قال رئيس الوزراء إنهم يتصرفون كوحوش. أنهم يرتكبون أسوأ جرائم بحق الإنسانية. هذا ليس جهادا.. هذه حرب على الإنسانية جمعاء."
وفي وقت لاحق أصدرت زوجة هيننج باربرا وولداه بيانا قالوا فيه إنهم فجعوا لفقد رجل كان يعمل من أجل رفاهية الآخرين . وقال البيان "لهذا سيتذكره (الجميع) ونحن كأسرة فخورون للغاية به وبما حققه."
ويوم الجمعة وجه بول كانتلي والد بريطاني آخر يحتجزه مقاتلو الدولة الإسلامية هو الصحفي جون كانتلي نداء من أجل الإفراج عن ابنه.
وقال كاميرون إن الدولة الاسلامية لم تأبه لكل المناشدات للإبقاء على حياة هيننج وأشاد برغبته في مساعدة الآخرين.
وأضاف "لقد ذهب مع الكثير من اصدقائه المسلمين ليفعل ما هو ببساطة اكثر من مساعدة الآخرين. ان اصدقاءه المسلمين سيكونون في حداد عليه في هذه اللحظات الفريدة التي يحتفلون فيها بالعيد."
وأصدر مكتبه في وقت لاحق بيانا يقول إن كاميرون أثار مسألة تسجيل فيديو ثان.
وقال البيان "تقوم الشرطة على وجه السرعة بفحص محتويات الفيديو ومن ذلك جرائم الإرهاب المحتملة المتصلة به."
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية)