من وليام جيمس
لندن (رويترز) - قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إنه سيستقيل من منصبه بحلول أكتوبر تشرين الأول بعد أن أيد معظم البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أجري يوم الخميس متجاهلين مناشداته بالبقاء.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها كاميرون لوسائل الإعلام العالمية من أمام مقره في داونينج ستريت صباح يوم الجمعة في الوقت الذي هوى فيه الجنيه الاسترليني في أسواق المال وتهافت المستثمرون على بيع الأسهم البريطانية بعد أن أيد 52 في المئة من الناخبين الخروج من الاتحاد الأوروبي مقابل اعتراض 48 في المئة.
وقال كاميرون "الشعب البريطاني اتخذ القرار الواضح جدا بالتحرك في مسار مختلف ومن ثم أعتقد أن البلاد تحتاج قيادة جديدة تأخذها في هذا الاتجاه."
وتابع "لا أعتقد أنه سيكون من المناسب لي أن أكون القبطان الذي يقود بلادنا إلى وجهتها المقبلة."
وسعى كاميرون لطمأنة المستثمرين بأن أساسيات الاقتصاد البريطاني "قوية" وذلك بعد تراجع الجنيه الإسترليني إلى أقل مستوياته منذ 1985 وتراجع الأسهم الأوروبية أكثر من ثمانية بالمئة.
وبدا كاميرون يحبس دموعه بينما كانت زوجته سامانثا تقف إلى جواره. وقال إنه أبلغ الملكة اليزابيث بالفعل بقرار التنحي.
ولم يذكر كاميرون (49 عاما) الذي تولى منصب رئيس الوزراء لست سنوات جدولا زمنيا تفصيليا لرحيله لكنه قال إنه يجب أن يكون هناك زعيم جديد بحلول موعد المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في أكتوبر تشرين الأول.
وأضاف "لم اتخذ هذا القرار بسهولة لكني أعتقد أن من صالح البلاد أن تنعم بفترة استقرار ثم بالقيادة الجديدة المطلوبة."
وتابع قائلا "أعتقد أن من الصواب أن يتخذ رئيس الوزراء الجديد القرار بشأن موعد تفعيل المادة 50 وبدء العملية الرسمية والقانونية للخروج من الاتحاد الأوروبي." وتتناول المادة 50 من معاهدة لشبونة الخاصة بالاتحاد الأوروبي آلية خروج الدول الأعضاء.
وبينما كان كاميرون يتحدث أمام الكاميرات التي تكدست في شارع دوانينج ستريت الضيق في لندن انطلقت أبواق سيارات مارة ابتهاجا بالخروج ولوح مؤيدو هذه الخطوة بالعلم البريطاني ابتهاجا.
كان كاميرون قد تولى رئاسة الوزراء في 2010 كرئيس حكومة ائتلافية وفاز برئاسة الوزراء لفترة ثانية في مايو أيار من العام الماضي بأغلبية مطلقة كانت بمثابة مفاجأة في انتخابات عامة. وكان من المفترض أن يظل رئيسا للوزراء حتى 2020.
وقال إنه يعتقد أنه اتخذ "خطوات عظيمة" خلال توليه رئاسة الوزراء مستشهدا -ضمن أمور أخرى- بتحركه لإضفاء الشرعية القانونية على زواج المثليين في بريطانيا.
وأضاف "أحب هذا البلد وتشرفني خدمته... سأبذل قصارى جهدي في المستقبل للمساعدة في إنجاح هذا البلد العظيم." ثم أمسك بيد زوجته واستدار عائدا إلى مقره في 10 داونينج ستريت.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)