سيدني (رويترز) - أثار قرار محكمة استرالية يمهد الطريق لترحيل أكثر من 250 من طالبي اللجوء إلى مخيم للمهاجرين خارج البلاد انتقادات من الأمم المتحدة وفجر احتجاجات يوم الخميس فيما عرضت كنائس المأوى على طالبي اللجوء.
ورفضت المحكمة العليا يوم الأربعاء قضية طعنت على حق استراليا في ترحيل طالبي اللجوء إلى جزيرة ناورو الصغيرة في جنوب المحيط الهادي على بعد ثلاثة آلاف كيلومتر شمال شرقي استراليا.
ويواجه نحو 267 شخصا نقلوا من ناورو إلى استراليا للعلاج الطبي بينهم ما يصل إلى 80 طفلا احتمال إعادتهم إلى مركز الاحتجاز الذي يؤوي نحو 500 شخص. وواجه المركز انتقادات على نطاق واسع بسبب الظروف القاسية وتقارير عن تعرض الأطفال لانتهاكات.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان أرسل بالبريد الالكتروني إن استراليا قد تخالف التزاماتها بموجب ميثاق حقوق الطفل بإعادة المجموعة التي تتضمن أكثر من 12 امرأة وطفلا واحدا على الأقل قالوا إنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية أو تحرش جنسي خلال وجودهم في ناورو.
وتضم المجموعة أيضا 37 طفلا ولدوا في استراليا.
وبموجب سياسة الهجرة الاسترالية يتم اعتراض طريق طالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول للبلاد عن طريق البحر وإرسالهم إلى مخيمات في ناورو أو جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة.
وتقول الحكومة إن هذه السياسات ضرورية للحد من غرق طالبي اللجوء نتيجة ركوب قوارب متهالكة يستخدمها المهربون.
وأكد وزير الهجرة بيتر داتون في بيان أن السلطات ستعيد طالبي اللجوء الذين يصلون بحرا إلى حيث أتوا أو سترسلهم إلى دولة أخرى لنظر طلباتهم.
لكن الوزير بدا في مقابلة مع إذاعة (إيه.بي.سي) يوم الخميس وأنه يفتح الباب لبقاء البعض على الأقل.
وقال "إذا كانت هناك ظروف استثنائية في الحالات الفردية فسنكون سعداء بالنظر فيها.. هذا هو ما يحدث دائما."
ويعتبر عدد من يحاولون الوصول إلى استراليا صغيرا مقارنة مع أعداد طالبي اللجوء التي تتدفق على أوروبا ومع هذا فإن قضية الهجرة تمثل تحديا سياسيا كبيرا لرئيس الوزراء مالكولم ترنبول.
وتظاهر مئات الاستراليين يوم الخميس أمام مكاتب وزارة الهجرة في سيدني وهناك المزيد من المسيرات المزمعة في أنحاء البلاد.
وقالت سارة لوبوفيتز (52 عاما) لرويترز "إنه شيء مروع وغير أخلاقي بالمرة أن نقوم بإعادة الأطفال إلى هناك. هذا يجعلني أشعر بالخزي من حكومتي ومن استراليا."
وعرضت عدة كنائس توفير المأوى لطالبي اللجوء.
وأعلن بيتر كات راعي الكنيسة الأنجليكانية في برزبين أن كاتدرائية المدينة ستوفر المأوى للذين يعانون من حالات الصدمة النفسية أو يواجهون خطر تعرضهم لأي اعتداءات إذا ما أعيدوا إلى ناورو.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)