من جاك كيم وستيف هولاند
سول/واشنطن (رويترز) - قالت كوريا الشمالية إن الاتهامات الأمريكية لها بشن هجوم الكتروني على شركة سوني بيكتشرز "افتراء لا أساس له" وإنها ترغب في فتح تحقيق مشترك في الأمر مع الولايات المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية يوم السبت أن متحدثا باسم وزارة الخارجية في كوريا الشمالية حذر من "تداعيات خطيرة" إذا رفضت واشنطن التحقيق المشترك وتمادت في اتهام الشمال.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ألقى باللائمة على كوريا الشمالية يوم الجمعة في الهجوم الالكتروني الكبير الذي دفع سوني إلى إلغاء طرح فيلم المقابلة (ذا انترفيو The Interview) الكوميدي الذي يروي قصة خيالية عن اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
وفي أول رد على الاتهام قالت كوريا الشمالية إن بإمكانها نفي أي صلة لها بالهجوم الالكتروني واسع النطاق.
وقال المتحدث من كوريا الشمالية "نقترح اجراء تحقيق مشترك مع الولايات المتحدة ردا على افتراء لا أساس له من الصحة ترتكبه الولايات المتحدة من خلال تعبئة الرأي العام.
"إذا رفضت الولايات المتحدة قبول اقتراحنا بإجراء تحقيق مشترك وتمادت في الحديث عن شكل من أشكال الرد عن طريق جرنا إلى هذه القضية فيجب أن تتذكر أنه ستكون هناك تداعيات خطيرة."
وكان مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي قد أعلن في وقت سابق أنه خلص إلى أن كوريا الشمالية مسؤولة عن اختراق شبكة الكمبيوتر الخاصة بشركة سوني وقال إن تصرفات بيونجيانج "تجاوزت حدود التصرفات المقبولة للدول."
وذكر أوباما أن كوريا الشمالية ربما تصرفت من تلقاء نفسها. وبدأت واشنطن مشاورات مع اليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا وطلبت مساعدتهم في كبح جماح كوريا الشمالية.
وتعهدت اليابان وكوريا الجنوبية بالتعاون. ولم يصدر رد بعد من الصين أكبر حليف لكوريا الشمالية لكن صحيفة تديرها الدولة قالت إن "فيلما مثل المقابلة (ذا انترفيو).. لا يدعو هوليوود والمجتمع الأمريكي للفخر.. السخرية غير الأخلاقية من كيم ليست سوى نتيجة للغطرسة الثقافية الفارغة."
وهذه هي المرة الأولى التي تتهم فيها الولايات المتحدة مباشرة دولة أخرى بشن هجوم الكتروني بهذا الحجم على الأراضي الأمريكية وينذر الهجوم بمواجهة جديدة محتملة بين الخصمين اللدودين واشنطن وبيونجيانج.
وقال أوباما إنه كان يأمل أن تتحدث سوني معه أولا قبل أن تسحب الفيلم مشيرا إلى أن الأمر قد يمثل سابقة سيئة. وتابع "أعتقد أنهم أخطأوا."
* "لم نرضخ"
وأصر مايكل لينتون الرئيس التنفيذي لشركة سوني بيكتشرز انترتينمنت على أن الشركة لم ترضح للمتسللين وقال إنها ما زالت تبحث عن وسائط بديلة لطرح الفيلم من خلالها. وقالت متحدثة باسم سوني الأسبوع الماضي إن الشركة ليست لديها خطط جديدة لطرح الفيلم الذي بلغت ميزانيته 44 مليون دولار ومن بطولة سيث روجن وجيمس فرانكو.
ورغم تحذير أوباما الشديد لكوريا الشمالية فإن خياراته للرد على الهجوم الالكتروني محدودة فيما يبدو. وامتنع الرئيس الأمريكي عن تحديد التحركات قيد البحث.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية منذ 50 عاما لكنها لم تؤثر كثيرا على سياسات البلد المنعزل في مجال حقوق الإنسان أو تطويره للأسلحة النووية.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)