هافانا/بوجوتا (رويترز) - أعلنت الحكومة الكولومبية والمتمردون الماركسيون يوم السبت توصلهم لاتفاق سلام معدل لإنهاء الحرب الدائرة بينهم منذ 52 عاما وذلك بعد ستة أسابيع على رفض اتفاق السلام الأصلي بفارق بسيط خلال استفتاء وسط اعتراضات بأنه يحابي المتمردين بشكل كبير.
وقالت الحكومة وجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) واللتان تتفاوضان على اتفاق في هافانا منذ أربع سنوات في بيان مشترك إنهما أدمجتا في الاتفاق الجديد مقترحات قدمتها المعارضة والزعماء الدينيون وآخرون.
ويأمل الرئيس خوان مانويل سانتوس بتوحيد الشعب المنقسم على نفسه وراء الاتفاق الجديد بعد تعرض عملية السلام للخطر بسبب رفض اتفاق السلام خلال الاستفتاء الذي جرى في أكتوبر تشرين الأول. وهناك انقسام شديد في صفوف الناخبين الكولومبيين مع شعور كثيرين بالقلق من أن فارك لن تُعاقب على الجرائم ويأمل آخرون أن يعزز الاتفاق وقف العنف.
وقال الجانبان في بيان "ندعو كل كولومبيا والمجتمع الدولي .. لدعم هذا الاتفاق الجديد وتنفيذه بشكل سريع حتى نجعل مأساة الحرب من الماضي.
"السلام لا يمكن أن ينتظر أحدا."
وستُنشر نسخ الاتفاق الجديد ابتداء من يوم الأحد. ولم تتناول الحكومة مسألة عقد استفتاء ثان للموافقة على الاتفاق على الرغم من أن بعض الشخصيات المعارضة طالبت بالفعل بذلك عبر تويتر.
ولن يعدل الاتفاق الجديد بندا مثيرا للجدل بالاتفاق يعطي فارك عشرة مقاعد بالكونجرس حتى 2026 أو يمنع قادة المتمردين من انتخابهم في نهاية الأمر في مناصب سياسية.
ولكن سانتوس قال إن الاتفاق لن يُدمج في الدستور الكولومبي وإن فارك ستكون مطالبة بتقديم بيان كامل بأصولها وهو ما يهدف إلى تعويض الضحايا.
وقالت مصادر إن الرئيس السابق ألفارو أوريبي الذي قاد المعارضة للاتفاق الأصلي غير راض عن الاتفاق المعدل .
وقال أوريبي الذي التقى مع سانتوس يوم السبت إنه يجب أن يتمكن معسكره وضحايا الصراع الذي أدى إلى قتل أكثر من 220 ألف شخص بالإضافة إلى تشريد الملايين من دراسة الاتفاق الجديد لدراسته قبل تنفيذه.
وفاز سانتوس بجائزة نوبل للسلام الشهر الماضي على جهوده لإنهاء الحرب.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)