برلين، 22 أكتوبر/تشرين أول (إفي): دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إلى نسيان خلافات الحرب الباردة واحترام وقف إطلاق النار بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة ورفع العقوبات عن موسكو.
كما أكد كيري أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى للمواجهة مع روسيا، وذلك خلال الاحتفالات بالذكرى الـ25 لسقوط جدار برلين الذي قسم العاصمة الألمانية طيلة ثلاثة عقود.
ووصل كيري إلى العاصمة الألمانية أمس قبل أن يلتقي اليوم نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشارة أنجيلا ميركل.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي بالدور "القيادي" الذي تقوم به ميركل تجاه الأزمات الدولية، داعيا إلى تعزيز التعاون بين واشنطن وبرلين لمواجهة المشكلات العالمية، وذلك خلال الزيارة الثالثة له إلى مقر المستشارية الألمانية منذ توليه منصبه.
كان كيري وميركل قد ظهرا معا في مؤتمر صحفي قبل اجتماعهما أكدا خلاله أن الولايات المتحدة وألمانيا "صديقان وحليفان"، حيث استعرضا قائمة المشكلات التي تحتل الأجندة الثنائية بدءا من المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي مرورا بالبرنامج النووي الإيراني وحتى ملفي تفشي وباء إيبولا والأزمة الأوكرانية.
وأبرزت ميركل من جانبها أن هذه الملفات "هي موضوعات معقدة للغاية يمكننا التعامل معها فحسب إذا تحركنا معا وبشكل منسق".
بالمثل، أبدى كيري تقديره للعمل الذي تقوم به ميركل لتحويل ألمانيا إلى دولة "ذات ريادة عالمية"، ضاربا المثل بتحركاتها لمواجهة الإيبولا وجهودها المالية وكذا الدبلوماسية لاحتواء الأزمة الأوكرانية.
كما أوضح كيري خلال مؤتمر صحفي مع شتاينماير أن أوكرانيا يجب أن تكون "جسرا بين روسيا وأوروبا"، معربا عن تطلعه إلى أن يتم رفع العقوبات المفروضة على موسكو الأمر الذي يعني ضرورة احترامها أولا لـ"خارطة الطريق الواضحة" الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في العاصمة البيلاروسية مينسك.
بيد أن شتاينماير أعرب عن قلقه لأن الأزمة الأوكرانية لم تعد تحتل حيزا كبيرا، إلا أنها قد تعرض السلام في المنطقة للخطر، على حد وصفه.
على صعيد آخر، لم تشهد مباحثات كيري مع المسئولين الألمان اليوم أي تطرق لملف عمليات التجسس الأمريكية على الأراضي الألمانية، وهو الملف الذي لا تزال لجنة خاصة من البرلمان الألماني (بوندستاج) تناقشه.
أبدى كيري اقتناعه بأن كافة الدول يمكن "أن تقوم بالمزيد من الجهود" لمنع الدولة الإسلامية من استقطاب مقاتلين أجانب، وشدد على الدور الذي تقوم به ألمانيا.
وأشار تحديدا إلى حالة المراهقات الأمريكيات الثلاث (من دنفر عاصمة ولاية كولورادو)، اللاتي -وفقا للصحافة الأمريكية- اعتقلن في مطار فرانكفورت لدى توجههن لسوريا، وتمت إعادتهن إلى الولايات المتحدة بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي).
وتشير وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن المعتقلات بينهن شقيقتان من أصل صومالي (15 و17 عاما)، أما الثالثة (16 عاما) فتنتمي لأسرة من أصل سوداني، وقد تم الإبلاغ يوم الجمعة الماضي عن اختطافهن، وتم توقيفهن مطلع هذا الأسبوع بمطار فرانكفورت الألماني.
ودون ذكر تفاصيل محددة، قال وزير الخارجية الألماني أنه تم تلافي "مئات" من رحلات الشباب إلى سوريا والعراق، وأبرز جهود قوات الأمن، مشددا في الوقت نفسه على مدى صعوبة عملهم في عالم يتسم بحرية التنقل.
وأكد أنه "من الصعب للغاية" معرفة كم من مئات الآلاف الذين يسافرون سنويا إلى تركيا يذهبون لقضاء إجازة، أو يعتزمون الانتقال لاحقا إلى الدول المجاورة للانضمام لصفوف الجهاديين.
واتفق شتاينماير مع كيري في أهمية التعاون الثنائي بين ألمانيا والولايات المتحدة، لافتا أيضا إلى ضرورة التعاون مع السلطات التركية.
وقد أشاد كيري بالمساهمة الألمانية في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، في حين شدد شتاينماير على ضرورة المضي قدما نحو حل سياسي للأزمة، إلى جانب البعثة العسكرية. (إفي)