كوالالمبور (رويترز) - أمرت ماليزيا بإجراء تحقيق في احتجاج متظاهرين مسلمين أجبروا كنيسة صغيرة في العاصمة على إنزال صليب في أحدث علامة على التوتر الديني المتزايد في الدولة المتعددة الثقافات الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وقال رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق إن الحكومة ناقشت الاحتجاج في ضاحية تمان ميدان التي تسكنها أغلبية مسلمة في العاصمة كوالالمبور وإنه قد توجه اتهامات للمتظاهرين بموجب قانون التحريض على الفتنة الماليزي المثير للجدل.
وقال نجيب في بيان صدر في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء "إذا تبين أنهم انتهكوا قانون البلاد فسيتخذ إجراء بموجب قانون التحريض على الفتنة أو القوانين الأخرى القائمة."
وذكرت وسائل إعلام ماليزية أن مجموعة تضم حوالي 50 محتجا تظاهرت أمام الكنيسة يوم الأحد لأنهم يعتقدون أن الصليب يشكل تحديا للإسلام لأنه قد يؤثر على عقيدة الشبان.
وذكرت وسائل الإعلام على نطاق واسع أن الكنيسة قامت بإنزال الصليب لعدة ساعات.
وقال نجيب إن الحكومة ترى أنه ما كان ينبغي للمحتجين أن يقوموا بأي تحرك من شأن أن يتسبب في عدم الاستقرار في ماليزيا التي يشكل المسلمون المالايو غالبية سكانها.
وأثار الاحتجاج غضب غير المسلمين وأيضا المسلمين المعتدلين الذين عبر كثير منهم عن القلق من العلامات المتزايدة لعدم التسامح الديني في ظل انجراف إلى إسلام أكثر محافظة.
وكانت محكمة اتحادية ماليزية قضت في العام الماضي بألا تستخدم صحيفة مسيحية كلمة "الله" في قضية أججت التوتر الديني وأثارت شكوكا بخصوص حقوق الأقليات.
وقامت ماليزيا في وقت سابق هذا الشهر بتغليظ قانون التحريض على الفتنة الذي يعود للحقبة الاستعمارية والتي ترى أنه ضروي للحفاظ على الوئام الديني بعدما كانت تسعى لإلغائه.
ويتهم منتقدون الحكومة باستخدام القانون لقمع السياسيين والصحفيين والأكاديميين والنشطاء المعارضين.