من ايزابيل كولز وستيفن كالين
أربيل/بغداد (رويترز) - قال مصدر بمجلس أمن اقليم كردستان يوم الجمعة إن القوات الخاصة الامريكية التي داهمت مجمع سجون بشمال العراق تحركت بناء على معلومات مخابرات أفادت بأن تنظيم الدولة الاسلامية يحتجز عددا من المقاتلين الاكراد هناك.
وشاركت قوات كردية لمكافحة الارهاب في الغارة التي أنقذت 69 شخصا في وقت مبكر يوم الخميس. وقتل أحد أفراد قوة الكوماندوس الامريكية وهو أول أمريكي يقتل في اشتباك على الارض مع متشددي الدولة الاسلامية. وأصيب أربعة أكراد بجروح.
ورغم ندرة مثل هذه العمليات المشتركة للانقاذ إلا أنها سلطت الضوء على مقاتلي البشمركة الاكراد كحليف رئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد متشددي الدولة الاسلامية الذين يسيطرون على مساحات واسعة من الاراضي في العراق وسوريا.
وقال مصدر في مجلس أمن إقليم كردستان "كان الهدف انقاذ مقاتلين من البشمركة يحتجزهم (تنظيم) الدولة الاسلامية رهائن."
وقال المصدر لرويترز "كانت لدينا معلومات مخابرات دقيقة بأن البشمركة محتجزون في ذلك المجمع."
لكن المصدر اضاف ان المحتجزين لم يكن بينهم أي فرد من البشمركة في مؤشر على انهم نقلوا الى موقع آخر.
وقال مسؤول أمريكي إن المحتجزين كانوا خليطا من العرب ونحو 20 من قوات الامن العراقية وسكان محليين ومقاتلين من الدولة الاسلامية اتهمهم التنظيم بالتجسس.
وقال المسؤول إن السجناء كانوا على وشك ان يعدموا ثم يتم وضعهم في أربعة مقابر جماعية.
وبعد الغارة هاجم متشددو الدولة الاسلامية خلال الليل مواقع كردية على خط الجبهة في بلدة جنوبي عاصمة الاقليم.
وجاء في بيان للدولة الاسلامية نشره على الانترنت مؤيدون للتنظيم ان "عشرات" من قوات البشمركة قتلوا في الهجوم الذي نفذه مهاجم انتحاري. لكن قادر حسن الذي كان ضمن مقاتلي البشمركة على خط الجبهة قال إن اثنين فقط قتلا وإنهما ينتميان الى وحدة تابعة للجيش العراقي تتمركز هناك.
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية قد قال يوم الجمعة إن الوزارة لم تُبلغ بالعملية العسكرية الامريكية الكردية المشتركة التي أنقذت 69 سجينا يحتجزهم تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال المتحدث العميد تحسين ابراهيم صادق لرويترز إنهم سمعوا عن العملية من وسائل الاعلام ولم يكن لديهم علم بها.
وقال إن الذين قاموا بها هم قوات البشمركة الكردية والامريكيون ولم يكن لدى وزارة الدفاع أي فكرة عنها.
وقال صادق إن مسؤولين بالوزارة يجتمعون مع ممثلين للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بغداد يوم الجمعة لمعرفة المزيد بشأن العملية وهي أهم غارة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في عدة أشهر.
وتحتجز الدولة الاسلامية رهائن في مراكز اعتقال في أنحاء الاراضي التي تسيطر عليها في شمال العراق وسوريا. وتعدم الجماعة المتشددة بانتظام أشخاصا تتهمهم بجرائم مختلفة من بينها التجسس لصالح العراقيين وقوى أجنبية.
وأدى العداء القديم بين العرب والاكراد الذين يطمحون الى قدر أكبر من الاستقلال في اقليمهم الشمالي الى تعقيد جهود توحيد المعركة ضد متشددي الدولة الاسلامية.
واثناء زيارة في الاونة الاخيرة للعراق دعا الجنرال الامريكي جوزيف دنفورد رئيس هيئة الاركان المشتركة الى اجراء تغييرات في هيكل الامن المجزأ في العراق.
وقوات الامن حاليا مقسمة ولها قادة مختلفون يتحدثون مع الولايات المتحدة باسم الجيش العراقي والفصائل المسلحة التابعة له والشرطة وقوات البشمركة الكردية.
وامتنع متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الامريكية عن التعليق على ما تردد بأن الرهائن المحررين لهم صلات بالحكومة الامريكية.
وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن العملية لا تمثل تغيرا في التكتيكات الامريكية في الحرب على متشددي الدولة الاسلامية.