من ريك ماكي
تشاتانوجا (ولاية تنيسي) (رويترز) - قال مصدران في الحكومة الأمريكية يوم الجمعة إن السلطات الأمريكية تعتقد أن الشخص الذي يشتبه بأنه منفذ هجوم تشاتانوجا بولاية تنيسي الذي قتل فيه أربعة من مشاة البحرية زار الأردن العام الماضي وربما اليمن أيضا.
وقتل محمد يوسف عبد العزيز (24 عاما) -الذي قال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه مرتكب الحادث- بالرصاص يوم الخميس في الهجوم على منشأتين عسكريتين أمريكيتين في تشاتانوجا والذي أصيب فيه أيضا ثلاثة أشخاص بجراح.
وقال مصدر مطلع على التحقيق إن السلطات الأمريكية تعتقد أن عبد العزيز له أسرة في الأردن ولذلك فإن الاحتمال كبير أنه قام بزيارة ذلك البلد. ومن المحتمل أنه توقف في عدة محطات وليس مستبعدا أنه قام بزيارة لليمن.
وينظر إلى اليمن منذ وقت طويل على أنه مكان لتدريب المتشددين الإسلاميين. وإذا تبين أنه زار اليمن فإن ذلك سيثير مخاوف شديدة. وكان شقيقان ينحدران من أصل جزائري قادا هجوما على مكتب مجلة شارلي إبدو في باريس في يناير كانون الثاني قد زارا اليمن في عام 2011.
وقال مصدر قريب من التحقيق لرويترز إن المحققين يفحصون تاريخ سفريات المشتبه به لتحديد إن كان له أي اتصالات مع متشددين أو جماعات متشددة لكن في هذه المرحلة لا توجد أي أدلة قاطعة على ذلك.
وبالإضافة إلى الاتصالات المباشرة قال مسؤولو إنفاذ القانون إنهم يجرون تحريات لمعرفة هل كان المشتبه به يستلهم فكر تنظيم الدولة الإسلامية أو أي جماعة مشابهة. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد هدد بتصعيد العنف خلال شهر رمضان.
وأعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته عن الهجوم الذي فتح فيه مسلح في تونس النار في منتجع سياحي متسببا في مقتل 37 شخصا في يونيو حزيران. وفي نفس اليوم وقع هجوم في فرنسا وتفجير انتحاري في الكويت.
وقال أحد المصدرين -وهو غير مفوض بالحديث في الأمر- إن عبد العزيز تربي في ضاحية تشاتانوجا ودرس الهندسة في جامعة محلية. ويعتقد أنه سافر إلى الشرق الأوسط الذي تنحدر منه جذور أسرته بين أبريل نيسان ونوفمبر تشرين الثاني 2014.
وشوهد المشتبه به وهو يقود سيارة فورد مكشوفة توجه بها أولا إلى مركز تجنيد عسكري مشترك وأمطره بالرصاص ثم توجه بعدها إلى مركز لقوات الاحتياط تابع لمشاة البحرية على بعد عشرة كيلومترات فقتل جنود مشاة البحرية الأربعة بالرصاص قبل ان يقتل بالرصاص في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وأسفر الهجوم أيضا عن إصابة ثلاثة أشخاص بينهم بحار أصيب بجروح خطيرة. ويأتي الهجوم في وقت يزداد فيه قلق الجيش الأمريكي وسلطات إنفاذ القانون من خطر الهجمات الفردية على أهداف داخلية.
وقال مركز سايت الذي يتابع أنشطة الجماعات المتطرفة على الإنترنت إن عبد العزيز كتب في مدونة يوم الاثنين أن "الحياة قصيرة ومريرة" وانه يجب على المسلمين ألا يضيعوا فرصة "التضرع إلى الله". ولم يتسن لرويتزر التحقق بشكل مستقل من صحة التدوينات.
وقال المصدر الثاني غير المفوض بالحديث عن هذا الأمر إنه لا يوجد لدى المحققين أدلة محددة تشير إلى دوافع المشتبه به في حادث اطلاق الرصاص لكنهم يعتقدون أن قضايا أسرية أو مشاكل نفسية ربما أسهمت في ذلك.
ووفقا لصفحته على فيسبوك فإن والده يوسف عبد العزيز الذي درس في جامعة تكساس إيه آند إم ينحدر من نابلس بالضفة الغربية ويبدو انه حقق إنجازات عالية. وهو يعمل بإدارة الأشغال العامة في تشاتانوجا خبيرا في هندسة التربة منذ عام 2005 على الأقل. وأجاز قرار للمدينة في عام 2005 أن يعمل والده شرطيا غير مسلح في إطار مهام عمله.
ويبدو ان المشتبه به سار على خطى والده. ووفقا لسيرة ذاتية يُعتقد أن عبد العزيز وضعها على الإنترنت فقد درس بالمدرسة الثانوية في أحد أحياء تشاتانوجا وتخرج من جامعة تنيسي في عام 2012 وحصل على شهادة في الهندسة. وتشمل خبرته في العمل تلقي تدريب لدى سلطة تنيسي فالي وهي مرفق إقليمي للكهرباء.
وذكر المصدر الثاني إن والده خضع لتحقيق أجراه فريق متخصص في الإرهاب بشأن احتمال وجود صلات له بجماعة متشددة لكن أعلن فيما بعد أنه ليس له أي صلة من هذا النوع ولم يقترف أي خطأ.
وتقول تقارير إعلامية إنه كان من المقرر أن يمثل عبد العزيز في المحكمة بتهمة القيادة تحت تأثير الخمر في يوليو تموز.
واعتقل في أبريل نيسان بعد ان شوهدت سيارته تتأرجح بين حارات المرور. وقال تقرير اعتقاله إن عبد العزيز كانت تفوح منه رائحة الخمر والماريجوانا ولم يكن مستقرا على قدميه.
وقالت الجمعية الإسلامية في تشاتانوجا الكبري التي كان يمارس فيها المشتبه به وأفراد أسرته طقوس عبادتهم إنها ألغت كل الأنشطة للاحتقال بعيد الفطر.
وقال بسام عيسى رئيس الجمعية في بيان "نحن نستنكر هذا العمل بأقوى تعبيرات ممكنة بوصفه عملا من أعمال الجبن والكراهية."
ويقام حفل مجتمعي الساعة الخامسة والنصف مساء (2230 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة في كنيسة أوليفت المعمدانية في تشاتانوجا. وقالت الجمعية الإسلامية في موقعها على الإنترنت إن "حضور كل المسلمين في المنطقة لهذا الحدث أمر حيوي وضروري وجوهري."