القدس، 30 أكتوبر/تشرين أول (إفي): ندد مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام التميمي اليوم الخميس بقرار إسرائيل بشأن غلق الحرم القدسي، أمام المصلين المسلمين والزائرين، مشيرا إلى أن هذا الإجراء من شأنه أن يزيد حدة التوتر في البلدة القديمة والأحياء شرقي المدينة المقدسة.
وقال التميمي المسئول عن إدارة الحرم القدسي للصحفيين إنه "المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق المسجد أمام الراغبين في أداء الصلاة.. لا نستطيع أن نفهم أسباب التصعيد من جانب السلطات الإسرائيلية ضد أماكنا المقدسة.. هذا خطير للغاية وفقط يسكب البنزين على النار التي بدأت تحرق في المدينة العتيقة".
وقامت الشرطة الإسرائيلية اليوم بغلق جميع المداخل المؤدية للحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى، بعدما وقعت الليلة الماضية محاولة اغتيال ضد الحاخام اليهودي يهودا غليك، أحد أبرز الناشطين المتشددين المطالبين بتغيير الواقع الراهن بالحرم القدسي.
وتعد هذه أول مرة يتم فيها غلق الحرم، المعروف لدى اليهود بجبل الهيكل، أمام المصلين المسلمين منذ 40 عاما وهي المرة الأولى أيضا التي يتم خلالها منع السائحين من الوصول للمنطقة منذ أن دخلها رئيس الوزراء الأسبق ارئيل شارون عام 2001 ما تسبب في اندلاع الانتفاضة.
وأكد جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل (الشاباك) اليوم أنه قام بتصفية فلسطيني يشتبه في تورطه في محاولة اغتيال الحاخام لدى القيام باعتقاله في حي أبو طور بالقدس الشرقية.
وتلقى غليك ثلاث طلقات نارية لدى خروجه من مركز مناحيم بيجن في القدس، حيث كان يقدم مؤتمرا حول جبل الهيكل الذي يعتقد اليهود أنه كان الهيكل المدمر منذ 2000 عام بواسطة الإمبراطور تيتوس وحيث يقام الآن المسجد الأقصى.
وشاهد مراسل (إفي) الليلة الماضية وصول العديد من سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة في حوالي الساعة 22:30 ت م (20:30 ت ج) إلى المنطقة التي فرض عليها طوقا أمنيا وبدأت التحقيق من أجل معرفة ما إذا كانت الجريمة ذات طابع سياسي.
وذكر شهود عيان لموقع (واللا) الإسرائيلي أن شخصا طلب من الحاخام التعرف عليه بعد المحاضرة وقام بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية صوبه.
ووقعت عملية الاغتيال بعد انتهاء المؤتمر الذي أقيم تحت عنوان "إسرائيل تعود إلى جبل الهيكل".
ونقل الحاخام (50 عاما) الذي يعتبر المسئول عن منظمة "أمناء جبل الهيكل" التي تستهدف إعادة بناء الهيكل في المكان الذي يقام فيه المسجد الأقصى، إلى إحدى مستشفيات القدس حيث تعتبر إصابته خطيرة.
وأوضح أطباء محليون أنه يرقد الآن بين الحياة والموت.
يشار إلى أن غليك يعتبر من الناشطين اليمينيين المتشددين المطالبين بضرورة تغيير الطابع الراهن للحرم القدسي ويقوم بتنظيم زيارات مثيرة للجدل لليهود إلى هذا المكان المقدس.
وتسبب الحادث في ارتفاع حدة التوتر في القدس التي تخضع بالوقت الراهن لحالة قصوى من التأهب الأمني، خاصة الحرم القدسي.
يشار إلى أن التوتر قد ارتفع بشكل واضح منذ مطلع يوليو/تموز الماضي، عندما قام ثلاثة يهود باغتيال شاب فلسطيني انتقاما لمقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين على يد مجرمين إسلاميين سابقين قرب مستوطنة "جوش عتصيون".
ومنذ ذلك الحين، تعد الأحياء العربية مسرحا بشكل شبه يومي للمواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومجموعات من الشبان الفلسطينيين والمستوطنين اليهود.
وتزايدت حدة التوتر بعدما قام رجل فلسطيني الاسبوع الماضي بقتل شخصين منهما رضيعة عمرها ثلاثة أشهر أثناء محاولته دهس مجموعة من الركاب كانوا في انتظار الترام في منطقة الخط الأخضر، الذي يفصل الأراضي الفلسطينية عن الجزء الإسرائيلي.
وتضاعف التوتر خلال الأيام الأخيرة مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون باعتبارها عاصمة دولتهم. (إفي)