من أرشد محمد
واشنطن (رويترز) - من المحتمل أن تدفع تسوية تتيح للكونجرس الأمريكي التصويت على أي اتفاق نووي مستقبلا مع طهران المفاوضين الايرانيين إلى تشديد شروطهم للتوصل إلى اتفاق غير أن ذلك لا يضعف قدرة الرئيس باراك أوباما بدرجة كبيرة على إبرام اتفاق نهائي.
فعلى مدى شهور ظل أوباما يقاوم محاولات الجمهوريين وبعض الديمقراطيين لمنح الكونجرس حق البت في الاتفاق مع ايران.
وتراجع أوباما يوم الثلاثاء في مواجهة تزايد التأييد في الحزبين لمشروع القانون الذي يمنح الكونجرس 30 يوما على الأقل لمراجعة اتفاق نهائي لا يستطيع أوباما خلالها إلغاء الكثير من العقوبات السارية على إيران أو وقف العمل بها.
ويحاول المفاوضون من ايران والقوى الست الكبرى إبرام اتفاق بحلول 30 يونيو حزيران المقبل يضمن عدم اكتساب إيران القدرة على صنع القنبلة الذرية من خلال تقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وقال ريتشارد نفيو المفاوض الأمريكي السابق مع إيران الذي يعمل الآن بجامعة كولومبيا "لو كنت مفاوضا إيرانيا لدخلت القاعة وقلت ‘قلتم لنا طول الوقت إنكم ستوقفون التشريع‘.
"كيف تضمنون لنا أننا لن نواجه هذه المشكلة عندما نتوصل للاتفاق؟"
وأضاف "هل هي (ضربة) قاضية؟ لا. ستزيد الأمور صعوبة وستزيدها تعقيدا وستجعلها أكثر صعوبة بكثير للجانب المفاوض" الأمريكي.
ورغم أن هذا الأمر يخص طرفين فقط هما الأمريكي والإيراني يشارك في المفاوضات كل من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا. كذلك فإن الاتحاد الاوروبي طرف أساسي في العملية التي أثمرت اتفاقا مبدئيا في الثاني من أبريل نيسان بعد مفاوضات مطولة.
ومنذ ذلك الحين ظهرت تفسيرات شديدة التباين لتفاصيل الاتفاق وقالت إيران إنه لابد من رفع العقوبات فور التوصل لاتفاق نهائي بينما أصرت واشنطن أن العقوبات سترفع على مراحل على فترة أطول.
* ليس مستحيلا
غير أن هناك وسائل للتغلب على هذه الصعوبات.
فايران ستستغرق بعض الوقت في وقف تشغيل أجهزة الطرد المركزي وفصلها. وتستخدم هذه الأجهزة في تخصيب اليورانيوم.
ومن الممكن أن يصاغ أي اتفاق نهائي بحيث يبدأ التنفيذ بعد 60 يوما مثلا بما يتيح لايران الوقت للاستعداد لما ستتخذه من خطوات بشأن برنامجها النووي ويسمح للولايات المتحدة باستكمال إجراءاتها في الكونجرس.
وإذا رفض الكونجرس بمجلسيه الاتفاق فسيظل بوسع أوباما الاعتراض عليه باستخدام حق النقض (الفيتو). ولن يحتاج سوى 34 صوتا فقط في مجلس الشيوخ لكي يخرج منتصرا. ويقول المحللون إن ذلك لن يكون صعبا على أوباما على الأرجح.
ولن يكون أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما على استعداد لافساد انجاز تاريخي في السياسة الخارجية رغم ما أبدوه من تأييد لحق الكونجرس في إبداء الرأي في الاتفاق هذا الأسبوع.
وقال روبرت اينهورن الذي كان عضوا في فريق التفاوض الأمريكي مع إيران وأصبح الان يعمل بمؤسسة بروكينجز "في اعتقادي أن الادارة سيكون لها فرصة قوية في تجميع كتلة من 34 سناتور على الأقل."
وقدم الجمهوريون تنازلات في النهاية في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أدت إلى تخفيض فترة مراجعة الاتفاق إلى 30 يوما من 60 يوما كما ألغوا شرطا كان يقتضي أن يشهد أوباما بأن ايران لا تؤيد الارهاب ضد الولايات المتحدة.
ويقضي مشروع القانون بأن تعرض الادارة على الكونجرس أي اتفاق يتم التوصل إليه خلال خمسة أيام من ابرامه. ويحظر المشروع على البيت الابيض تخفيف العقوبات التي يفرضها الكونجرس لمدة 30 يوما على الاقل لكن بوسع أوباما أخذ خطوات من جانب واحد لتخفيف العقوبات إذا لم يبت الكونجرس في الأمر.
وقال جون كيري وزير الخارجية الذي قاد فريق التفاوض الأمريكي إنه واثق من قدرة الإدارة على التفاوض على اتفاق كما أبدت ألمانيا والاتحاد الاوروبي تفاؤلهما أن دور الكونجرس لن يحول دون ابرام اتفاق.
وقال ايريك شولتز المتحدث باسم البيت الابيض إن مشروع القانون "سيقنن الإشراف المشروع من جانب الكونجرس على الاتفاق بطريقة تتيح لمفاوضينا الوقت والمساحة اللذين يحتاجونهما لاتمام الاتفاق بنهاية يونيو."
وقال اينهورن إن الإدارة تهدف لاقناع ايران بوجود ارتياب عميق داخل الكونجرس في الاتفاق النووي وإن البيت الابيض لديه الأدوات الدستورية "لهزيمة أي محاولة من جانب الكونجرس لتفويض الاتفاق."