من أحمد أبو العينين
القاهرة (رويترز) - حجبت مصر 21 موقعا إلكترونيا بينها الموقع الرئيسي لتلفزيون الجزيرة، ومقره قطر، والموقع الإخباري المحلي (مدى مصر) متهمة تلك المواقع بدعم الإرهاب ونشر أخبار كاذبة.
ويكتسب قرار الحجب واسع النطاق أهمية لأنه الأول الذي تعلنه الحكومة المصرية رسميا. وقوبل الإجراء بالإدانة الشديدة من صحفيين ومنظمات حقوقية.
وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية حجب تلك المواقع في وقت متأخر الأربعاء. وفي السابق تعذر الوصول إلى مواقع أفراد لكن لم يكن هناك اعتراف رسمي بأنها حجبت.
وحاولت رويترز دون جدوى دخول المواقع التي ذكرتها وسائل الإعلام المحلية.
وتأتي إجراءات حجب تلك المواقع بعد تحركات مماثلة في وقت سابق من جانب السعودية والإمارات اللتين حجبتا موقع الجزيرة بعد خلاف مع قطر.
وقالت قطر إن متسللين بثوا تصريحات "مفبركة" لأمير البلاد ضد السياسة الخارجية الأمريكية لكن وسائل إعلام رسمية سعودية وإماراتية بثت التصريحات برغم ذلك.
ولم يؤكد مسؤول في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أو ينفي الخبر، لكنه قال "معنديش معلومة، بس فيها إيه لو (الخبر) حقيقي؟ إيه المشكلة؟"
وأبلغ مصدران أمنيان رويترز بأن المواقع حجبت لانتمائها لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة أو لتمويل قطر لها.
وتتهم القاهرة قطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أزيحت عن السلطة في مصر عام 2013 عندما عزل الجيش الرئيس محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
وتصدعت العلاقات بين القاهرة والدوحة بشدة بعد عزل مرسي. واستضافت الدوحة عددا من كبار قادة الجماعة لكنها طلبت لاحقا من عدد منهم مغادرتها.
لكن "مدى مصر"، وهو موقع إخباري مصري يعمل من داخل البلاد ويصف نفسه بأنه تقدمي ولا صلة له بإسلاميين أو قطر، حجب أيضا الأربعاء.
وقال صحفيون في مدى مصر إن الموقع ينشر مؤقتا مقالاته على فيسبوك وإنه مرئي خارج مصر أو في الداخل من خلال آلية تغيير بيانات بثها على الإنترنت.
وقالت رئيسة تحرير الموقع لينا عطا الله لرويترز يوم الخميس "ليس هناك ما يفسر هذا الحجب سوى نية واضحة جدا لدى السلطات في شن حملة على وسائل الإعلام المعارضة بطرق تتجاوز القانون".
وأضافت أن الموقع مسجل في مصر وإن صحفييه موجودون في مصر. ولم يتصل أي مسؤول حكومي بإدارة الموقع سواء قبل أو بعد حجب المواقع التي شملها القرار.
* مناخ مرعب
تعرض موقعان محليان، أحدهما لصحيفة مطبوعة ومسجلة لدى السلطات، للحجب أيضا كما حجبت عدة مواقع منتسبة لجماعة الإخوان المسلمين ومواقع تركز على الشأن المصري وتنشر من الخارج.
ولم يتسن أيضا الوصول إلى النسخة العربية على الإنترنت لموقع هافينجتون بوست برغم أن النسخة الدولية كانت متاحة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية "قال مصدر أمني رفيع المستوى إنه تم حجب 21 موقعا إلكترونيا داخل مصر وذلك لتضمينها محتوى يدعم الإرهاب والتطرف ويتعمد نشر الأكاذيب".
ولم تذكر المصادر الأمنية أن "مدى مصر" و"هافينجتون بوست" بين المواقع التي جرى حجبها. واكتفت المصادر بذكر عدد منها.
وذكر مصدر لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن من أبرز هذه المواقع الإلكترونية "الجزيرة نت" و"قناة الشرق" و"مصر العربية" و"الشعب" و"عربي 21 " و "رصد" و"حماس أون لاين".
وقال محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين إن الإجراء اعتداء واضح على حرية التعبير.
وقال لرويترز "إجراء غير مقبول. نحن ضد غلق أي موقع بس للأسف ده (هذا) جزء من المناخ العام المرعب اللي بنعيشه في مصر".
وشنت السلطات المصرية حملة على معارضين إسلاميين وعلمانيين وليبراليين على السواء منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعلن عندما كان قائدا للجيش ووزيرا للدفاع عزل مرسي.
(إعداد محمد عبد اللاه وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)