سيلوبي (تركيا) (رويترز) - قتل خمسة أشخاص في شرق تركيا يوم الجمعة في سلسلة اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين أكراد فيما يتصاعد العنف الذي زاد الضغوط على عملية السلام الهشة بين أنقرة والمتمردين.
وقالت السلطات إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة في الاشتباكات بين الشرطة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني ببلدة سيلوبي في إقليم شرناق القرب من الحدود التركية مع سوريا والعراق.
وفي هجومين منفصلين بإقليمي فان واغري قتل المتمردون جنديين ليرتفع عدد قتلى أفراد قوات الأمن التركية منذ 20 يوليو تموز إلى 21 قتيلا على الأقل.
واجتاح العنف شرق تركيا منذ الشهر الماضي عندما كثف حزب العمال الكردستاني المحظور هجماته على قوات الأمن وردت أنقرة بضربات جوية ضد مقاتليه في تركيا وشمال العراق.
وذكر مكتب الحاكم الإقليمي في سيلوبي أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني حفروا خنادق وأقاموا حواجز في أنحاء البلدة ثم هاجموا قوات الأمن بالصواريخ والعبوات بدائية الصنع والبنادق في تمام الساعة الخامسة والنصف فجرا (0230 بتوقيت جرينتش).
وقال البيان إن شابا يبلغ من العمر 17 عاما ورجلا يبلغ من العمر 58 عاما من بين القتلى وإن العمليات لا تزال جارية.
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز إطلاقا متقطعا لأعيرة نارية وتصاعد دخان في السماء. وقامت سيارات دفع رباعي وسيارات عليها مدافع مياه بدوريات في الشوارع فيما وقف شبان ملثمون في الشارع.
وقال مكتب الحاكم إن ضابطي شرطة من بين المصابين.
وقال فيصل ساري يلدز وهو نائب عن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد للصحفيين إن القتلى مدنيون وإنه لا توجد أي إشارة على مقاتلين مسلحين مما يتعارض مع روايات رسمية.
وأضاف أن المئات من أفراد الشرطة المدعومين بالعربات المصفحة حاولوا دخول البلدة وفتحوا النار على السكان المحليين.
وتابع "يجب أن تنسحب الشرطة على الفور ويجب أن ينحسر التوتر... نحن قلقون من ارتفاع عدد القتلى والمصابين. إذا حدث ذلك فإنه سيمتد إلى مدن أخرى بالبلاد."
* غموض
يأتي تصاعد الاشتباكات في وقت يكتنف فيه الغموض السياسي تركيا إذ لم تحقق جهود لتشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات غير حاسمة جرت في يونيو حزيران نتائج بعد كما يلوح في الأفق إجراء انتخابات مبكرة.
وأعلن حزب العمال الكردستاني تصعيد هجماته في منتصف يوليو تموز بعد ما وصفها بأنها انتهاكات تركية لوقف إطلاق النار.
وتفاقم العنف منذ أن بدأت تركيا حملة جوية على معسكرات الحزب في شمال العراق يوم 24 يوليو تموز في إطار ما وصفه رئيس الوزراء التركي بأنه "قتال متزامن للعنف".
وقصفت طائرات تركية مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أيضا كما سمحت أنقرة لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لشن المزيد من الغارات.
وبدأ حزب العمال الكردستاني - الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا كمنظمة إرهابية - تمرده عام 1984 وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع.
وأطلقت أنقرة عملية السلام مع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في أواخر 2012.