من شموس جاقان وحميرة باموك
اسطنبول (رويترز) - قالت مصادر أمنية وحاكم إقليم غازي عنتاب التركي إن شرطيين قتلا وأصيب 23 شخصا في هجوم بسيارة ملغومة على مقر للشرطة في مدينة غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا وهو أحد هجومين على قوات الأمن يوم الأحد.
ولم تعلن أي جهة على الفور المسؤولية إلا أن تركيا عانت في الآونة الأخيرة من هجمات من كل من المقاتلين الأكراد ومتشددي تنظيم الدولة الإسلامية مما يثير حالة من عدم اليقين في البلاد وبين حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي بشأن تداعيات الصراع في سوريا المجاورة على الداخل التركي.
وقالت مصادر أمنية إن الشرطة داهمت منزلا في غازي عنتاب كان يعيش فيه شخصا يشتبه في انتمائه لتنظيم الدولة الإسلامية ويعتقد انه نفذ تفجير غازي عنتاب يوم الأحد مضيفة أن الشرطة اعتقلت والده ومن المتوقع أن تحدد فحوص الحمض النووي ما إذا كان المشتبه به هو منفذ الهجوم.
وانفجرت سيارة مغلومة أمام بوابات مركز الشرطة في شارع تقع به عدة مبان حكومية تهشمت نوافذها.
وبثت تغطية لقناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية لقطات لأطباء الطب الشرعي وهم يجمعون أجزاء من سيارة محطمة ولحطام ناجم عن الانفجار الذي تم الشعور به في أنحاء المدينة.
وأغلقت الشرطة المكان ويجوب رجال شرطة مسلحين ببنادق المنطقة. وقال مراسل (سي.إن.إن ترك) إنه سُمع دوي إطلاق نار في وقت الانفجار وأشارت تقارير إلى أن سيارة ثانية ابتعدت عن المكان.
وقال بيان صادر عن مكتب علي يرلي كايا حاكم غازي عنتاب إن 19 شرطيا وأربعة مدنيين أصيبوا في الهجوم. وذكر مصدر أمني أن شرطيا توفي في مكان الهجوم ولفظ آخر أنفاسه في المستشفى.
* تهديدات متعددة
من ناحية أخرى قال بيان للجيش إنه في بلدة نصيبين قتل يوم الأحد أيضا ثلاثة جنود أتراك وأصيب 14 آخرون في هجوم مسلح شنه مقاتلون أكراد خلال عملية عسكرية.
وتواجه تركيا تهديدات أمنية من على جبهات عدة. وتقاتل تركيا بصفتها جزءا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق المجاورتين كما تواجه مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد حيث انهار اتفاق لوقف إطلاق النار دام لمدة عامين ونصف العام في يوليو تموز مما فجر أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ التسعينات.
وقالت مصادر عسكرية تركية يوم الأحد إن طائرات بلا طيار تابعة لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قصفت مخزن متفجرات لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة دابق بشمال سوريا بعد تلقي معلومات مخابراتية من أنقرة.
وأضافت أن اثنين من متشددي الدولة الإسلامية كانا خارج المبنى قتلا في الهجوم ويعتقد أن آخرين كانوا بالداخل أثناء القصف.
ويقع إقليم غازي عنتاب على الحدود مع الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية وبه عدد كبير من اللاجئين السوريين كما شهد الإقليم عدة غارات للشرطة على متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهور المنصرمة.
وألقي باللوم في موجة من التفجيرات الانتحارية هذا العام بما في ذلك تفجيران في مدينة اسطنبول أكبر المدن التركية على تنظيم الدولة الإسلامية كما وقع تفجيران في العاصمة أنقرة ألقي باللوم فيهما على جماعة كردية متشددة.
وفي الأسبوع الماضي فجرت انتحارية نفسها قرب مسجد في شارع مزدحم في بورصة رابع أكبر مدينة تركية مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص.
وتواجه تركيا أيضا هجمات من جماعات يسارية تستهدف الشرطة وقوات الأمن بشكل خاص.
وتعرضت بلدة كلس أيضا إلى هجمات صاروخية بشكل متزايد عبر الحدود من سوريا من جانب الدولة الإسلامية خلال الشهور القليلة المنصرمة. وأصيب شخصان يوم الأحد إثر سقوط ثلاثة صواريخ على البلدة. وسقطت أكثر من 50 صاروخا على كلس مما أسفر عن مقتل 18 شخصا منذ يناير كانون الثاني.
وذكرت صحيفة حريت أن وحدات مكافحة الإرهاب اعتقلت مساء السبت أربعة يشتبه أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يخططون لشن هجوم أثناء احتفالات عيد العمال في أنقرة.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)