من سليمان الخالدي وجون ديفيسون
بيروت/عمان (رويترز) - قالت حركة أحرار الشام السورية في بيان نشر على الإنترنت إنها اتفقت يوم الجمعة مع هيئة تحرير الشام وهي جماعة إسلامية متشددة على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب بسوريا. يأتي ذلك بعد أن حاصرت هيئة تحرير الشام، التي تقودها جماعة كانت في السابق تابعة لتنظيم القاعدة، أحرار الشام قرب معبر حدودي مع تركيا.
واندلع القتال بين هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الأقل تشددا بالإضافة لفصائل معارضة رئيسية في محافظة إدلب معقل المعارضة في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأضافت أحرار الشام أن الفصائل ستنسحب من معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا وتسلم السيطرة عليه إلى "إدارة مدنية".
والاشتباكات كانت هي الأعنف على الإطلاق بين الجانبين اللذين يتنافسان على النفوذ في المحافظة الوحيدة في سوريا التي تخضع بالكامل لسيطرة مقاتلين من المعارضة.
وكانت تحرير الشام قد تقدمت في وقت سابق في بعض المناطق بما في ذلك صوب معبر باب الهوى وهو ممر إمدادات مهم لمقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا والذين يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر.
وتزايدت خسائر مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون تحت راية الجيش السوري الحر أمام الجماعات الإسلامية الأقوى خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ست سنوات.
وفي ضربة لتلك المجموعات من المعارضة المسلحة قال مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع إن الإدارة الأمريكية قررت وقف برنامج كانت تنفذه المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) لتدريب بعض الجماعات التي كانت تقاتل ضد الرئيس بشار الأسد وتزويدها بالعتاد.
ويعد الاتفاق الذي انسحبت بموجبه أحرار الشام وحلفائها من باب الهوى انتكاسة أخرى.
وقال أحد سكان أطمة، وهي بلدة شمالي المعبر، على تواصل مع مسؤولين ومقاتلي معارضة محليين إن معبر باب الهوى أصبح محاصرا بشكل فعلي من الجانب السوري.
وأضاف أن هيئة تحرير الشام "سيطرت على التلال المحيطة بباب الهوى" لتصبح على بعد كيلومتر من المعبر. وذكر أن المعبر فقط لا يزال تحت سيطرة أحرار الشام.
وقال مصدر في أحرار الشام أيضا إن تحرير الشام حاصرت المعبر لكنه تعهد بعدم التخلي عنه.
وأصدرت تحرير الشام في وقت لاحق بيانا حثت فيه مقاتلي أحرار الشام في باب الهوى على الاستسلام وقالت إنهم لن يتعرضوا للأذى حال استجابتهم.
ودعا البيان إلى التوصل إلى مشروع يوحد الجانبين.
وذكرت مصادر تراقب الحرب أن تحرير الشام هاجمت مواقع عسكرية لأحرار الشام يوم الثلاثاء.
وخلال اشتباكات في وقت سابق هذا العام انضمت مزيد من الجماعات الإسلامية المتشددة لتحرير الشام التي تقودها جبهة فتح الشام الجناح السابق لتنظيم القاعدة والتي كانت تعرف باسم جبهة النصرة.
وانحازت أحرار الشام لجماعات الجيش السوري الحر التي تقاتل ضد هيئة تحرير الشام.
ويقول معارضون إن الاقتتال يشتت التركيز عن المعركة ضد قوات حكومة الرئيس بشار الأسد ويضعف المعارضة.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)