من محمد عبد اللاه
القاهرة (رويترز) - تحاول مصر مكافحة الغش في امتحانات الثانوية العامة بعد أن ألغت أحدها لتسريبه قبل دخول الطلاب فصول الامتحان.
وأثار تسريب امتحان التربية الدينية بالإضافة لوقائع غش جماعي وفردي واسعة قلقا في دولة يرجع تاريخ التعليم فيها إلى أكثر من ألف عام.
وقالت قناة تلفزيون محلية إن رئيس الوزاء شريف إسماعيل زار غرفة العمليات الخاصة بامتحانات الثانوية العامة في وزارة التربية والتعليم صباح يوم الثلاثاء للاطمئنان إلى سلامة سير الامتحانات بعد عمليات الغش وتسريب امتحان التربية الدينية.
لكن مصادر في محافظة أسيوط جنوبي القاهرة قالت إن رئيس إحدى لجان الامتحانات اعتذر يوم الثلاثاء عن عدم مواصلة العمل لعجزه عن منع غش جماعي في اللجنة.
وقالت المصادر إن الطلاب في اللجنة ومقرها مدينة البداري المعروفة بالخصومات الثأرية دخلوا فصول الامتحان ومعهم هواتف محمولة تلقوا عليها إجابات الأسئلة سواء في مكالمات أو رسائل أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال مصدر "كان من الصعب أن يكون هناك انضباط في اللجنة لأن بعض السكان يحملون آسلحة آلية خارجها وبعض الطلاب يحملون أسلحة نارية صغيرة داخلها."
وردت وزارة التربية والتعليم على تسريب امتحان التربية الدينية بإحالة 12 من مسؤوليها وموظفيها إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيق.
لكن بشير حسن المتحدث باسم الوزارة قال لرويترز "أنت أمام مافيا تتحدى الدولة وتحاول تقويض مؤسساتها."
وأضاف مشيرا إلى تنسيق بين الوزارات في سبيل مكافحة الغش "في البداية كان هناك تعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ووزارة الاتصالات. الآن الوزارات كلها تتكاتف معنا."
وتابع "وزارة التربية والتعليم لا تخجل من قرارها إعادة امتحان مادة التربية الدينية بعد تسريبه. الوزارة لا تخجل من إحالة 12 من العاملين فيها إلى النيابة العامة."
وسيؤدي طلاب الثانوية العامة امتحان التربية الدينية الجديد يوم 29 يونيو حزيران.
وفي السابق سجلت وقائع غش في امتحانات الثانوية العامة لكن ندر تسريب امتحان.
وأثار الغش ضيق طلاب استذكروا الدروس. وقال أحمد من محافظة البحيرة في دلتا النيل "الآن كل طالب يتحين الفرصة ليفعل شيئا يحقق له النجاح بدرجات كبيرة."
وقال مدير المباحث الجنائية في المحافظة اللواء محمد خريصة إن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص "قام أحدهم بإدارة صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان (مهايطي لغش امتحانات الثانوية العامة)."
وتابع "قام الثالث بإدارة محل لخدمة الإنترنت والقيام بتوصيل الخدمة للمنازل بالمخالفة لشروط التعاقد والتي استغلها الشخصان الآخران فى الترويج للسماعات ولصفحة الغش فى الثانوية العامة."
وكان امتحان اللغة العربية قد ظهر على صفحة على فيسبوك تسمى "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" بعد قرابة ساعة من بدئه. وقال رواد إن الصفحة بها إجابات الأسئلة.
وفي نطاق مكافحة الغش قال شهود عيان في محافظة القليوبية المجاورة للقاهرة إن لجان امتحانات أجرت تفتيشا دقيقا للطلاب قبل دخولهم الفصول وإن ذلك عطلهم نحو نصف ساعة لم يعوضوا عنها بعد نهاية الامتحان.
ورفض مسؤولو مديرية التربية والتعليم بالمحافظة التعليق.
وفي محافظة المنيا المجاورة لأسيوط قال والد طالب مشترطا ألا ينشر اسمه "ما يحدث تدمير لأجيال بأكملها. بينما أضاع أبناؤنا عشرة أشهر في كد وكفاح لاستذكار مناهج الوزارة وتم استنزاف الأسر ماليا في مصاريف الدروس الخصوصية (الخاصة) نجد طلابا فاشلين بمقاييس العلم يحصلون على الامتحان بمعاونة أصدقائهم ومعارفهم أو أموال والديهم الأغنياء ليسلبوا حق المتفاني والمجتهد."
وقال حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن الغش والتسريب "مأساة أخلاقية قبل أن تكون مأساة قانونية. الطالب الذي يغش الامتحان يغش المجتمع كله."
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية عمر فهمي - تحرير دينا عادل)