💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مع تدهور الاقتصاد.. السودان يتخلى عن إيران لتعزيز علاقاته مع السعودية

تم النشر 12/01/2016, 23:27
محدث 12/01/2016, 23:31
© Reuters. مع تدهور الاقتصاد.. السودان يتخلى عن إيران لتعزيز علاقاته مع السعودية

من خالد عبد العزيز

الخرطوم (رويترز) - عندما أعدمت السعودية رجل دين شيعيا بارزا مما دفع محتجين ايرانيين إلى إقتحام سفارة المملكة في طهران وإضرام النار فيها كان السودان بين ثلاث دول فقط قطعت علاقاتها مع إيران تضامنا مع الرياض.

وعززت الخطوة التي اتخذها السودان في الرابع من يناير كانون الثاني تحولا سياسيا كبيرا. فعلى مدى العامين الأخيرين أدار السودان ظهره للتحالف الذي استمر ربع قرن مع إيران من أجل تقوية علاقاته مع السعودية التي أبدت استعدادا أكبر لتقديم دعم مالي تشتد إليه حاجة الخرطوم.

وضخت السعودية بالفعل استثمارات أكبر من تلك التي ضختها أي دولة أخرى في السودان إذ بلغت استثماراتها هناك حوالي 11 مليار دولار معظمها في قطاع الزراعة. وعلى مدى السنة الأخيرة أودعت السعودية مليار دولار في البنك المركزي السوداني ووقعت اتفاقات لتمويل بناء سدود على نهر النيل لتوليد الكهرباء بل وتعهدت بضخ المزيد من الاستثمارات في القطاع الزراعي.

هذا الدعم السخي يوضح السبب في أن السودان آثر العلاقات الاقتصادية مع السعودية على علاقته مع إيران التي تركزت في معظمها على الأسلحة في وقت يعاني فيه انهيارا للعملة وارتفاعا حادا في البطالة.

وقال الطيب زين العابدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم "الحكومة إتخذت قرار الابتعاد عن التحالف مع إيران بعد أن قيمت العلاقات مع إيران ووجدتها مضرة إقتصاديا وسياسيا."

وأضاف قائلا "إيران لم تقدم أي مساعدات إقتصادية للسودان وهذا ما جعل الحكومة تظن أن العلاقة مع إيران مجرد عبء."

ويمثل التحول صوب الرياض مسارا جديدا يسلكه الرئيس السوداني عمر البشير الذي احتفظ بالسلطة لأكثر من 25 عاما في بلد مضطرب من خلال التنقل بين تحالفات مختلفة. ففي أوقات أخرى تقرب البشير من أسامة بن لادن والولايات المتحدة وطهران.

وانضم البشير العام الماضي إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاربة الحوثيين المتحالفين مع إيران وأظهر لدول الخليج السنية أن بمقدروه المساهمة بدور فعال في معركتها الرامية للحد من نفوذ الجمهورية الإسلامية.

وتقول وزارة الدفاع السودانية إنها أرسلت ثلاث طائرات حربية وبعض القوات البرية لتأمين منشآت في ميناء عدن بجنوب اليمن ومناطق أخرى وإن كانت الطائرات والقوات لم تشارك بشكل يذكر في المهام القتالية حتى الآن. وقام السودان أيضا بتدريب آلاف الأفراد من القوات اليمنية.

وكانت علاقات السودان مع السعودية متوترة في معظم الفترة التي قضاها البشير في السلطة منذ عام 1989. فقد أيد الرئيس السوداني الغزو العراقي للكويت المجاورة للمملكة في 1990 وخرج محتجون إلى شوارع السودان لدعم صدام حسين وإنتقاد أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية.

وفي 2013 وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها حين منعت السعودية طائرة البشير من المرور عبر مجالها الجوي إلى إيران.

وعلى النقيض من ذلك عزز البشير العلاقات الودية مع طهران التي توجت بزيارة للرئيس الإيراني آنذاك هاشمي رفسنجاني في 1991. ورأى البلدان -اللذان أدرجتهما الولايات المتحدة في قائمتها للدول الراعية للإرهاب وفرضت عليهما عقوبات- منفعة متبادلة في التحالف ضد المحاولات الغربية لعزلهما.

وساعد السودان إيران على بسط نفوذها بأن صار المدخل الرئيسي لصادرات الأسلحة الإيرانية إلى أفريقيا وفقا لما ذكره مصدران يراقبان تجارة الأسلحة. وتنفي الخرطوم المشاركة في هذه الأنشطة.

وفي المقابل إستفاد السودان من التكنولوجيا العسكرية الإيرانية التي ساعدته على أن يصبح منتجا مهما للأسلحة في أفريقيا.

غير أن الحسابات تغيرت مع تفاقم المشكلات الاقتصادية التي يواجهها السودان وخصوصا بعد أن فقد ثلاثة أرباع إيراداته النفطية حين إنفصل جنوب السودان في 2011.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني أحمد الخليفة الشامي إن الجيش دعم التحول في السياسة مشيرا إلى أن "التعاون العسكري مع إيران كان محدودا على خلاف ما تقوله أجهزة الإعلام."

وأضاف الشامي "الجيش لن يتضرر بقطع العلاقات مع إيران نظرا لأن كل التصنيع الحربي يتم بأيادي وخبرات سودانية."

وكان السودان قال إن دعمه للحملة العسكرية في اليمن يمثل نقطة تحول في العلاقات مع السعودية لكنه ليس مرتبطا بضخ المزيد من الاستثمارات. كما أشار إلى أنه لم يقطع علاقاته مع إيران في مقابل مساعدات سعودية.

وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية إن بلاده تتطلع لأبعد من ذلك في العلاقة الجديدة.

© Reuters. مع تدهور الاقتصاد.. السودان يتخلى عن إيران لتعزيز علاقاته مع السعودية

وأضاف قائلا "نحن ننظر لشراكة استراتيجية مع السعودية ونحن نتجاور على شواطئ البحر الأحمر ونعمل سويا لتأمين هذه السواحل ضد التحديات التي تواجه البلدين والمنطقة."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.