من جون آيرش
باريس (رويترز) - قال مدير مشروع مقره فرنسا لإنشاء مفاعل اندماج نووي يوم الأربعاء إن إيران تدرس إمكانية التقدم بطلب للمشاركة في المشروع بعد عام واحد من توقيعها اتفاقا مع ست قوى دولية لتقليص برنامجها النووي.
ويهدف مشروع المفاعل الحراري التجريبي الدولي (إيتر) الذي انطلق قبل عشر سنوات بمشاركة أوروبا والولايات المتحدة والصين والهند واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية لتشييد أكبر مفاعل تجريبي في العالم.
ومن المنتظر أن يولد المفاعل الطاقة بالاندماج النووي وليس بعملية الانشطار المستخدمة حاليا في محطات الطاقة النووية في مختلف أنحاء العالم إذ يوفر الاندماج وسيلة أكثر نظافة وسلامة وفعالية.
وزار علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مقر المشروع في جنوب فرنسا هذا الشهر وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه توصل "لتفاهم عام" بشأن المشاركة في المشروع.
لكن برنار بيجوت مدير مشروع إيتر قال لرويترز في مقابلة إن هدف الزيارة لم يتجاوز التعرف على المشروع.
وأضاف "بعد ذلك أبلغونا أنهم مهتمون منذ فترة طويلة بعملية الاندماج وإنهم سيدرسون كيفية المشاركة في مشروع إيتر لكن بالتأكيد ليس كعضو كامل."
ويشارك كل عضو كامل بمهندسين وعلماء من أصحاب الخبرة بالإضافة لتوفير مساهمات مالية.
وقال بيجوت "يشعرون أن العضوية الكاملة ليست أفضل شيء بالنسبة لهم لكنهم يدرسون المشاركة في بعض الجوانب والنواحي المحددة التي يمكنهم المساهمة فيها. الأمر لهم الآن لحسم قرارهم."
* الاتفاق النووي فتح الباب
سيتخذ الأعضاء الكاملون السبعة قرارا بالإجماع بعد نظر أي طلب وستستغرق العملية ستة أشهر على الأقل.
وتدرس إيران بالفعل تطوير الاندماج النووي ولديها أجهزة معملية صغيرة للمفاعلات الحرارية.
لكن مشروع إيتر سيوفر لإيران طريقة للوصول إلى تكنولوجيا جديدة وسيساعدها على دخول تجمع الطاقة النووية المدنية الدولي.
وأبرمت إيران اتفاقا في يوليو تموز العام الماضي مع ست قوى دولية هي بريطانيا والصين وألمانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة لتقليص برنامجها النووي بعد شكوك غربية في أن مساعيها عسكرية.
وفي أحد ملاحق الاتفاق قالت القوى الدولية وكلها أعضاء في مشروع إيتر إن من الضروري تشجيع طهران على التعاون في المشروع. وقال بيجوت "الاتفاق النووي فتح الباب."
وعلى عكس مفاعلات الانشطار التي تنتج الطاقة بفصل النواة عن الذرات سينتج مشروع إيتر الطاقة بدمج الشيئين. ومن غير الواضح إن كانت هذه التكنولوجيا ستنجح وتصبح ذات جدوى تجارية.
وقال بيجوت وهو مدير سابق للوكالة الفرنسية للطاقة النووية إن مفاعلا تحت الإنشاء في كاداراشي ينتظر أن يشهد بحلول عام 2025 أول تجربة على بلازما فائقة الحرارة.
وأضاف أنه بعد الانتهاء من مراجعة إدارية وهيكلية العام الماضي أصبح المشروع الآن ذا مصداقية أكبر وفي طريقه للوفاء بالجدول الزمني الموضوع.
وفي مايو أيار الماضي تم تأجيل المشروع لخمس سنوات ويتوقع أن يتسبب ذلك في إضافة أربعة مليارات يورو للتكاليف المقدرة سابقا والتي تراوحت بين 14 و15 مليار يورو.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)