من توم مايلز ويارا أبي نادر
جنيف (رويترز) - قالت عضو بالهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية يوم السبت إن المعارضة تتوق لإجراء محادثات مباشرة في جنيف ولكن الأمور ربما تنهار إذا لم تضغط روسيا على الرئيس بشار الأسد لإجراء المحادثات والدفع باتجاه الالتزام بوقف إطلاق النار.
وافتتحت الأمم المتحدة المحادثات في احتفال رمزي يوم الخميس حضره ممثلون للأطراف المتحاربة لكن لم يجر اتصال مباشر آخر بعد ذلك في حين واصل وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا محاولاته للتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية تنظيم المحادثات.
وقالت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا للمفاوضات في مقابلة "بداية بطيئة جدا (للمحادثات). نريد أن تسير الأمور بوتيرة أسرع."
وأضافت "لدينا خيارات وخيارات متماسكة متعلقة بالعمليات ونؤمن بأن المفاوضات المباشرة هي ما يجب أن يتم."
وقالت قضماني إن دي ميستورا التقى يوم الجمعة بالجانبين وسلمهما ورقة تحتوي خيارات مختلفة ينبغي الاتفاق بشأنها خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة.
وعطلت جماعات معارضة -على الأقل جزئيا- بدء محادثات مباشرة مطالبة بأن تكون جزءا من فريق التفاوض المعارض. وكانت هذه الجماعات قد دعيت أيضا لحضور المحادثات.
وقالت قضماني إن كلا من تلك الجماعات تم توفير مكان لها في الفريق وإن مزاعم أن الهيئة العليا للمفاوضات -المدعومة من تركيا ودول غربية وأخرى عربية في الخليج- لم تمثل بصورة كافية هي محاولة لإضعاف المحادثات.
وقالت "لا يمكنك مواصلة مناقشة أفراد ينبغي أن تناقشهم أو لا." وأضافت أن "هذه المنصة جاهزة للتفاوض باسم كل جماعات المعارضة وهي جاهزة للتفاوض بشأن حل لكل السوريين."
وقالت قضماني إنه سواء كانت المحادثات مباشرة أو غير مباشرة أو أنها انجرفت نحو مسارات أخرى فإن الهيئة العليا للمفاوضات قطعت شوطا كبيرا في العمل على كل جوانب الانتقال السياسي في سوريا وهو الأمر الذي ترغب في مناقشته.
لكن بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية ربما يحاول تجنب الحديث بشكل محدد عن "الانتقال السياسي" الذي تفهم المعارضة أنه يعني نهاية السلطة المطلقة للأسد.
وقالت قضماني "نريد أن نسمع من السيد الجعفري أنه جاد إزاء مفاوضات الانتقال السياسي وإزاء أجندة ستأخذنا إلى (مناقشة) المسائل الحقيقية وكيفية حل المشكلات والأزمة والسبيل إلى الرد على قلق ومخاوف كل السوريين."
وأضافت "عندما يقول السيد ميستورا إننا هنا من أجل الانتقال (السياسي) لا أفهم كيف يظل النظام منصرفا عن ذلك ويقول إنه هنا بنية جادة للتفاوض."
وقالت إن الأمل الأكبر لهذه المحادثات يتمثل في مصلحة روسيا حليفة الأسد للدفع باتجاه عقد اتفاق. وكانت روسيا ألقت بالفعل بثقلها وراء اتفاق لوقف إطلاق النار دعمته كذلك تركيا وإيران.
وقالت قضماني إن وقف إطلاق النار هش إلا أنه يقوى بجانب المحادثات السياسية مضيفة أن على روسيا دعم الأمرين.
وتساءلت "لماذا تبث سوريا هذه الطاقة الهائلة من أجل موافقة الجماعات على وقف لإطلاق النار ولا تجعله دائما بممارسة الضغط اللازم -بما في ذلك في جنيف- من أجل سريان السياسة؟"
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)