اسطنبول (رويترز) - قال الجيش التركي وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد يوم الاثنين إن تسعة مدنيين على الأقل و16 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قُتلوا في إطار مساعي قوات الأمن لاجتثاث مقاتلي الحزب من جنوب شرق البلاد الذي تسكنه غالبية كردية.
واشتد العنف في المنطقة منذ انهيار محادثات سلام في يوليو تموز الماضي كانت تهدف لإنهاء ثلاثة عقود من العمليات المسلحة لحزب العمال الكردستاني. ووقعت بعض أعنف الاشتباكات في مدينة الجزيرة وفي حي سور بمدينة ديار بكر وهي كبرى مدن الجنوب الشرقي حيث تفرض قوات الأمن حظرا للتجول على مدار الساعة.
وقال الجيش على موقعه على الإنترنت إن عشرة من مقاتلي الحزب قتلوا يوم الأحد في الجزيرة وستة في سور مضيفا أن عدد المسلحين القتلى في المكانين منذ ديسمبر كانون الأول الماضي بلغ 749.
وذكرت وسائل إعلام أن شرطيا كان يرتدي ملابس مدنية قُتل يوم الاثنين في مدينة يوكسيكوفا قرب الحدود العراقية.
وقال شهود إن الشرطة استخدمت مدافع المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع يوم الاثنين لتفريق احتجاج في قلب اسطنبول- كبرى مدن تركيا- نظم رفضا للعمليات الجارية في الجزيرة. وأفادت وكالة دوجان للأنباء باعتقال العديد من الأشخاص.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن العمليات في الجزيرة ربما تقترب من نهايتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف "من الواضح أنه (حزب العمال الكردستاني) ينفذ أساليب لزعزعة استقرار مدن في تركيا. وفي هذا الشأن.. تمثل الجزيرة مدينة محورية تقع قريبا جدا من الحدود ويمكن استغلالها لعبور الأسلحة والإرهابيين."
وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد أسماء تسعة مدنيين قتلوا في الجزيرة منذ يوم الجمعة الماضي ليرتفع عدد القتلى المدنيين منذ ديسمبر كانون الأول إلى 127.
* جرحى كثيرون
ونفى داود أوغلو مزاعم عن استهداف مدنيين وتقارير عن وفاة عدد كبير من المصابين بعدما قضوا أياما عالقين داخل بنايات في الجزيرة.
وأضاف رئيس الوزراء أن السلطات أرسلت سيارات إسعاف لنقل المصابين وغالبيتهم من عناصر حزب العمال الكردستاني لكن تدهور الوضع الأمني حال دون وصول المسعفين للجرحى.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي مساء الأحد إن نوابه لم يتلقوا أي أنباء منذ أكثر من أسبوع عن 15 مصابا لجأوا إلى قبو مبنى في ضاحية جودي في الجزيرة إلى جانب سبع جثث.
وأضاف أن تسعة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في حريق داخل قبو آخر في المنطقة ولم يتلق أي أنباء عن المصابين هناك منذ يومين.
وقالت وكالة دوجان إن احتجاج اسطنبول نُظم بعدما دعا حزب الشعوب الديمقراطي لمسيرة قرب ميدان تقسيم الذي يمثل المركز السياحي ومركز المواصلات بالمدينة للفت الأنظار إلى الوضع في الجزيرة.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية.
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)