جراند سانت (فرنسا) (رويترز) - بينما يستعد الآلاف من المهاجرين لانخفاض درجات الحرارة في أدغال كاليه على الساحل الشمالي لفرنسا يحاول لاجئون آخرون في مخيم مؤقت آخر على بعد 35 كيلومترا التكيف مع ظروف أكثر صعوبة في ظل الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة.
وفي جراند سانت وهي بلدة صغيرة مجاورة لمدينة دنكيرك الساحلية تجمع آلاف من الرجال والسيدات والأطفال الفارين من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وآسيا خلال الأشهر الأخيرة في غابة واسعة لنصب خيامهم.
وحولت الأمطار المنهمرة والرياح الشديدة القادمة من القنال الانجليزي المجاورة الأرض إلى بحر من الأوحال. ويتوقع خبراء الارصاد سقوط ثلوج خلال أيام.
وقال صمويل هانرون من منظمة أطباء بلا حدود لرويترز يوم الثلاثاء "نعتقد أن نحو 3000 شخص يعيشون هنا في ظروف صحية فظيعة."
وكغيرهم في أدغال كاليه التي تستضيف نحو أربعة آلاف شخص يأمل أغلب اللاجئين في الوصول في نهاية المطاف إلى بريطانيا عبر القنال حيث توجد ظروف عمل أفضل واللغة الأنجليزية التي يتقنها الكثير منهم.
وأضاف قائلا "رأينا العديد منهم يعانون من كسور وبعضهم من عدوى تنفسية وهو نفس ما شاهدناه في كاليه" لكنه أضاف أن ظروف معيشة المهاجرين في جراند سانت أسوأ من الأدغال نظرا لوجود نحو 30 مرحاضا ومحطتين فقط لمياه الشرب.
وقال إن نحو مئتي طفل يعيشون في المخيم.
وقال جوتيار البالغ من العمر 25 عاما "هنا جحيم على الأرض" موضحا أنه يقيم وأشقائه وأمه في جراند سانت منذ شهرين بعد فرارهم من العراق إلى فرنسا.
وأضاف قائلا "نتضرع إلى الله أن يوقف المطر. في بضع الأحيان تقتلع الرياح الخيام. وفي الليل لا نقدر على النوم بسبب البرد الذي يصل للتجمد."
واختارت الأسرة جراند سانت بعدما سمعت أن البقاء في كاليه سيكون "أصعب."
ولم يتسن الوصول لمسؤولين في جراند سانت للتعليق.
كانت فرنسا فتحت يوم الاثنين ملجأ للمهاجرين من حاويات شحن في كاليه في مبادرة لفرض بعض النظام بعد أشهر من الاشتباكات والظروف السيئة في المنطقة.
وشددت إجراءات الأمن حول مسارات القطارات إلى نفق يوروتانل وحول ميناء كاليه منذ اكتوبر تشرين الأول للحيلولة دون قفز المهاجرين على القطارات والمركبات المتجهة إلى بريطانيا ولمنعهم من محاولة السير في النفق. وتسبب ذلك في اشتباكات متكررة بين المهاجرين والشرطة.
ومن المقرر افتتاح مخيم "شبه دائم" جديد به 500 خيمة مجهزة بتدفئة ومرافق صحية أكبر الشهر المقبل بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود. وسيكون المخيم في منطقة أخرى من جراند سانت وصمم لاستقبال 2500 شخص.
ولكن المخيم لن يمنع البعض من الاستمرار في رحلاتهم إلى بريطانيا. وقال عدد من المهاجرين إنهم ما زالوا يأملون في الوصول لبريطانيا وتعهدوا بالركوب على الشاحنات من ميناء دنكيرك المجاورة.
وقال الإيراني موجي البالغ 32 عاما "اتحدث الانجليزية واختي في انجلترا. بوسعي الاقامة هناك والعمل في النجارة."