من حميرة باموق
أدرنة (تركيا) (رويترز) - أمضى مئات المهاجرين وأغلبهم من السوريين ليلتهم في العراء على مقربة من حدود تركيا مع اليونان بعد أن أوقفت الشرطة تقدمهم في محاولة للعبور إلى الاتحاد الأوروبي.
وتراكمت أكوام النفايات وانتشرت الخيام على طول الطريق صباح يوم الأربعاء قرب مدينة أدرنة التي تبعد حوالي 17 كيلومترا عن المعبر الحدودي في حين منعت قوات الشرطة وبعضها في زي قوات مكافحة الشغب المهاجرين من مواصلة رحلتهم.
كانت قوات الأمن أقامت يوم الثلاثاء حواجز لمنع المئات ممن يحاولون الوصول إلى اليونان العضو في الاتحاد الأوروبي كما علقت خدمة الحافلات من اسطنبول إلى أدرنة.
وبعد قضاء ليلة في العراء وتوقع ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار انطلقت بعض العائلات عائدة إلى اسطنبول وسط اصرار كثيرين على شق طريقهم إلى الحدود بأي ثمن.
*العجز القسري
وقال صالح (25 عاما) وهو مهندس إلكترونيات من مدينة حلب "أنا شاب وقوي. ربما إذا تمكنت من الذهاب إلى أوروبا قد أبني لي حياة. لدينا شهادات وتعليم ولا يوجد شيء لنفعله في تركيا."
وتستضيف تركيا أكثر من مليوني سوري وعراقي يشكلون أكبر مجتمع لاجئين في العالم غير أن قلة فرص العمل دفعت عددا أكبر من أي وقت مضى لمحاولة العبور بشكل غير شرعي إلى الدول المجاورة أملا في حياة أفضل في أوروبا.
ووسط جهود أنقرة الحثيثة للتعامل مع تداعيات الوضع الإنساني والاحباط مما تعتبره تقصير شركائها الأوروبيين في تقديم الدعم تصاعدت المخاوف من أن يبدأ المسؤولون بغض الطرف عمن يحاولون مغادرة البلاد.
وفي سياق متصل جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلقاء المسؤولية على حليفه السابق وعدوه اللدود الحالي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال في خطاب في أنقرة "لا يمكننا بعد الآن أن نجلس دون تحرك ونشاهد جثث الأطفال والنساء يلفظها البحر على شطآن المتوسط وايجة نتيجة العجز القسري."
وأضاف "الحل لهذه الأزمة هو إسقاط النظام الاستبدادي في سوريا."
وتوجّه المهاجرون في الأيام الأخيرة إلى الحدود البرية التركية نتيجة زيادة الوفيات عن طريق البحر إلى أوروبا.
ويوم الثلاثاء غرق 22 شخصا عندما انقلب قاربهم المكتظ في البحر.