لندن (رويترز) - واجه الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربين انتقادات شديدة يوم الأربعاء لأنه ظل صامتا بينما كان الحضور يرددون النشيد الوطني خلال مراسم دينية لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لهجمات ألمانيا النازية الجوية على بريطانيا.
ووصل كوربين اليساري (66 عاما) الى زعامة حزب العمال البريطاني المعارض ممتطيا موجة حماس من قاعدة الحزب العريضة بعد أن ظل نحو 30 عاما في الاجنحة المتمردة للحزب.
وسارع كوربين الى الدفاع عن اختياره بعدم غناء النشيد الوطني قائلا إنه أظهر الاحترام الواجب ولا يرى أي مشكلة في الامر.
ونشرت في صدر الصحف البريطانية التي تميل لليمين صور لكوربين اليساري المناهض للحرب والملكية وهو يقف صامتا بينما ردد الحضور حوله النشيد الوطني (حفظ الله الملكة) خلال مراسم بكاتدرائية سانت بول.
وحملت الصور عناوين منها "كوربين يزدري الملكة والوطن" و "لا حفظ الله الملكة".
وقال كوربين لبي.بي.سي "انها مناسبة تتسم بالاحترام ووقفت طوالها باحترام" وذكر انه كان يفكر في والديه اللذين كانا في لندن خلال الحرب وعملا كمراقبين للغارات الجوية.
وحين ضغط عليه المحاور ليقول ما اذا كان سيردد النشيد الوطني في مناسبات قادمة لم يقدم كوربين جوابا صريحا وقال "سأحضر مناسبات كثيرة وسأشارك بقوة في هذه المناسبات ولا أجد مشكلة في هذا. المهم هو اننا احتفلنا بذكرى معركة بريطانيا وكنت حاضرا. أبديت احتراما تجاه ذلك وسأبدي الاحترام بشكل واجب في كل المناسبات القادمة."
وقوبل موقف كوربين - الذي انتخب يوم السبت بدعم قوي من أعضاء الحزب لكن بتأييد أقل من نواب العمال في البرلمان - بانتقادات من أفراد في القوات المسلحة ومن البعض من داخل حزبه.
وقالت كيت جرين وهي نائبة عن حزب العمال وعضو في الفريق السياسي لكوربين لإذاعة (بي.بي.سي) يوم الاربعاء "سيغضب هذا الناس ويؤذي مشاعرهم."
وعندما سئلت عما إذا كان يتعين على كوربين أن يردد النشيد الوطني أجابت "أعتقد أن ذلك سيكون ملائما وصائبا ويحترم مشاعر الناس لو فعل ذلك."
وغطى هذا الجدل على المواجهة المرتقبة بين كوربين ورئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون في جلسة سؤال وجواب أسبوعية في البرلمان.
وعادة ما تكون هذه المواجهة التي تستمر نصف ساعة عنيفة بل تصبح في احيان عدوانية بين رئيس الوزراء وزعيم المعارضة وكل منهما يحاول كسب نقاط على حساب الاخر.