💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

وحشية تنظيم الدولة الإسلامية تتبدى مع تقدم القوات العراقية

تم النشر 08/11/2016, 00:46
محدث 08/11/2016, 00:50
وحشية تنظيم الدولة الإسلامية تتبدى مع تقدم القوات العراقية

من ستيفن كالين

حمام العليل (العراق) (رويترز) - دأب رياض أحمد (29 عاما) على أن يحدق ببصره من خلف ستائر نافذة غرفة نومه في مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وهم يقتادون المدنيين إلى سجن مؤقت على الجانب المقابل من الشارع قبل أن يرسلوهم عند منتصف الليل إلى الإعدام.

ويتذكر معلم اللغة الانجليزية سابقا وهو من بلدة حمام العليل جنوبي مدينة الموصل- المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد في العراق- سماع صراخ الضحايا جراء التعذيب وهو مختبئ مع عشرات من جيرانه قرب أحد مراكز الاعتقال التابعة للتنظيم.

وقال أحمد "الشيطان نفسه ستدهشه سبل التعذيب التي تتبعها داعش. إنّه أمر يفوق الخيال."

ويشارك الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية في الحملة العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي لاستعادة المدينة التي تشكل أكبر تجمع سكاني تحت سيطرة المتشددين. واستعادت القوات العراقية منطقة حمام العليل في مطلع الأسبوع.

ومع تقدم القوات العراقية كانت تفاصيل الوحشية وتنامي الإحباط لدى تنظيم الدولة الإسلامية- والتي تسربت شيئا فشيئا من خلافته المزعومة على مدى العامين الماضيين- تتعزز بروايات مباشرة للسكان.

وقال أحمد لرويترز يوم الاثنين وهو يقف على الطريق بين منزله والسجن إنه لم تسلم أي منطقة في حمام العليل من عنف المتشددين.

وأشار إلى أن ستة أشخاص أعدموا في الشارع الذي يسكنه بينهم والده وعائلة مؤلفة من ثلاثة أشخاص كانت تسكن بجوارهم.

ونقلت منظمات إغاثة ومسؤولون محليون وسكان من الموصل تقارير عن إعدام تنظيم الدولة الإسلامية عشرات الأشخاص في حمام العليل والثكنة الموجودة على مقربة منها خلال أسبوع للاشتباه في قيام هؤلاء بالتخطيط لعمليات تمرد داخل وحول الموصل لمساعدة القوات المتقدمة.

وقال عبد الرحمن الوكاع عضو مجلس محافظة نينوى لرويترز الشهر الماضي إن معظم الضحايا كانوا أعضاء سابقين في الشرطة والجيش.

وقال أحمد إن التنظيم استخدم كلية الزراعة في البلدة "كميدان لقتل" مئات الأشخاص في الأيام التي سبقت تقدم القوات العراقية.

وأضاف "كانوا يعذبونهم في الداخل ثم يقتادونهم إلى خارج الحي ويرمونهم بالرصاص أو يذبحونهم."

ودعمت الشرطة الاتحادية أقوال أحمد غير أن العبوات الناسفة كانت لا تزال مزروعة على الطريق إلى كلية الزراعة يوم الاثنين مما منع رويترز من زيارتها.

وقال الجيش إن قواته في المجمع اكتشفت جثثا مقطوعة الرأس لمئة مدني على الأقل.

*الاختباء

كان السجن المقابل لمنزل أحمد في السابق بيتا لضابط في الجيش فر أمام اجتياح التنظيم لثلث أراضي العراق في عام 2014. وغطى السواد جدران المنزل من الداخل ربما جراء حريق أضرمه فيه المقاتلون قبل فرارهم لكن الأقفاص المعدنية التي كان حجمها أكبر قليلا من حجم رجل بالغ ما زالت سليمة.

وتعلم أحمد الانجليزية خلال فترة احتلال القوات الأمريكية للعراق لتسع سنوات بعد الإطاحة بصدام حسين في عام 2003. وكان مسرورا بالحديث إلى مراسل أجنبي بعد سنتين كان يخشى خلالهما أن يُقتل إذا استخدم اللغة الانجليزية.

وقال "كنا نعيش في جحيم مثل الأحياء الأموات."

وروى سكان بقوا في حمام العليل يوم الاثنين كيف تجمعوا في منازل كان كل منها يضم حوالي مئة شخص لأيام لتجنب إجبارهم على الهرب إلى الموصل مع انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أحمد "لم يعرفوا أننا هنا. لم نصدر صوتا. لا أضواء.. لا أصوات .. لا حديث على الإطلاق."

وأضاف أن عائلته خزنت الطعام لتجنب الخروج لكن الجميع فقد من وزنه في حين كان دخول الحمام يشكل تحديا.

وقال ملازم في الجيش عاد إلى حمام العليل بعد الاختباء في جبل لأكثر من أسبوع بعد تصاعد عمليات إعدام رجال الأمن السابقين إنه شاهد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يعدمون أشخاصا في حقل قريب.

وهرب آلاف المدنيين- بمن فيهم كثيرون من سكان قرى إلى الجنوب أجبروا على أن يكونوا دروعا بشرية للمتشددين- إلى مخيمات حكومية في مطلع الأسبوع في حين أجبر آخرون على التعمق في مناطق يسيطر عليه التنظيم.

وقال أحمد "لو تأخر وصول القوات أياما فقط.. لكنا الآن في الموصل. كانت داعش تريد أخذنا."

غير أن آخرين لم يكن لهم مثل هذا الحظ.

وقال طارق وهو طالب يدرس الهندسة إنه تحصن في منزله مع عشرات الجيران على مدى أربعة أيام قبل هرب الدولة الإسلامية رافضين مطالب المقاتلين بالمغادرة معهم.

وأضاف أنه في مرحلة ما ارتدى المقاتلون ملابس الجيش وتمكنوا من خداع عدد قليل من الأسر للاعتقاد بأنهم قوات عراقية. وقال طارق إنه عندما خرج المدنيون للترحيب بهم أعدموا.

وأضاف "بل إن طفلا في عامه الأول.. أطلقوا رصاصة على رأسه."

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.