من جيرنوت هيلر
طهران (رويترز) - ألغى على لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني محادثات مع زيجمار جابرييل وزير الاقتصاد الألماني يوم الثلاثاء خلال زيارته لطهران متجاهلا بذلك المسؤول الألماني الذي حث إيران في وقت سابق على الإصلاح في الداخل والتصرف بمسؤولية في سوريا.
وكان لاريجاني -الذي يعتبر محافظا معتدلا في إيران- أرفع شخصية كان من المقرر أن يلتقي معها جابرييل خلال زيارته التي تستمر يومين بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين في أعقاب توصل طهران إلى اتفاق تاريخي مع القوى الكبرى للحد من برنامجها النووي.
وقالت متحدثة باسم جابرييل إنه لم يُعلن سبب لإلغاء المحادثات.
وكان جابرييل قد أيد يوم الاثنين الإصلاحات التي ينتهجها الرئيس حسن روحاني. وقال "البديل لنظام الحكم الحالي هو العودة إلى أوقات المواجهة الكبيرة."
كما قال إن إيران التي تقدم الدعم الاقتصادي والعسكري للرئيس السوري بشار الأسد يجب أن تساعد في الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا وأضاف "أعتقد أن إيران تعرف مسؤوليتها هناك."
وانتقد صادق لاريجاني شقيق رئيس البرلمان ورئيس الهيئة القضائية الإيرانية جابرييل يوم الاثنين بسبب تصريحاته . وقال "لو كنت في مكان الحكومة أو وزير الخارجية لمنعت مثل هذا الشخص أن يأتي إلى إيران."
وسلط التجاهل الواضح الضوء على التحدي الذي تواجهه الحكومات الغربية بينما تحاول إقامة علاقات مع القيادة السياسية الإيرانية المقسمة بين المعتدلين والمحافظين وتسعى إلى إيجاد موقع لشركاتها للظفر بعقود أعمال جديدة مربحة.
"لا شروط مسبقة" ومس جابرييل وترا حساسا آخر حيث نقلت عنه مجلة دير شبيجل الألمانية عنه قوله الأسبوع الماضي إنه لن يكون ممكنا لإيران إقامة علاقات طبيعية وودية مع ألمانيا ما لم تقبل بحق إسرائيل في الوجود.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت يوم الثلاثاء "لا يمكن لدولة أن تضع شروطا مسبقة لإيران. نعيش بمعتقداتنا. طهران لن تعترف مطلقا بإسرائيل."
وأبلغ جابرييل الصحفيين على الطائرة في طريق عودته إلى ألمانيا أن إلغاء الاجتماع مع لاريجاني جاء بسبب السياسات الداخلية لإيران.
وأضاف "إنه جزء من حملة الانتخابات الداخلية في إيران" مشيرا إلى السباق الانتخابي العام المقبل. وقال "شعرت بالاستقبال المناسب خاصة خلال المحادثات مع نائب الرئيس (إسحاق جهانجيري)."
وقال إن ألمانيا تريد أن تلعب دورا في تحسين الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني حتى لا تفقد الحكومة التأييد.
رافق الوزير وفد من رجال الأعمال الساعين إلى اقتناص صفقات بعد الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست الذي مهد الطريق أمام إنهاء العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات. ووقعت شركة سيمنس يوم الاثنين عقدا لتحديث شبكة السكك الحديدية الإيرانية.
وقالت غرف التجارة والصناعة الألمانية إن الزيارة مثلت خطوة مهمة للأمام. وقال إريك شفايتزر المشارك في الوفد لرويترز "يتعين زيادة الثقة" مضيفا أن الزيارة ساعدت من دون شك في هذا الاتجاه.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)