روما (رويترز) - حذرت إيطاليا يوم الأربعاء من أن أي تدخل غربي عسكري في ليبيا قد يزيد الوضع الملتهب بالفعل سوءا حيث يسعى نحو خمسة آلاف متشدد بتنظيم الدولة الإسلامية لكسب حلفاء من القوات المحلية.
وأبلغ وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني البرلمان أن بلاده لن ترسل قوات عسكرية إلا بناء على طلب حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي طال انتظارها وبعد موافقة البرلمان.
وأضاف أن حكومته لن تنجر وراء "طبول الحرب."
وقال الوزير الإيطالي "نقول لأي (شخص) يستغل تهديد داعش (الدولة الإسلامية) وهي بالفعل تهديد حقيقي ينبغي علينا الدفاع عن أنفسنا منه للتشجيع على تدخلات عسكرية إن التدخلات العسكرية ليست الحل."
كانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت يوم الثلاثاء أن وزارة الدفاع الأمريكية قدمت للبيت الأبيض خطة الشهر الماضي لشن ما يصل إلى 40 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا لكن جرى تأجيل الخطط انتظارا للجهود الدبلوماسية.
وقال وزير الخارجية الإيطالي إن أي تدخل دون موافقة حكومة الوحدة سيدفع الفصائل الإسلامية المحلية للانضمام إلى الدولة الإسلامية.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلنا أنهما يتفقان مع إيطاليا على أن المزيد من التدخل العسكري سيستلزم طلبا من الحكومة الليبية.
وقالت إيطاليا الاسبوع الماضي إنها أرسلت 40 عميلا سريا إلى ليبيا وان قوة خاصة اضافية قوامها 50 فردا ستنضم إليهم.
وتوقفت الجهود لتشكيل حكومة وحدة بدعم الأمم المتحدة بسبب مقاومة المتشددين مما دفع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الثلاثاء للتحذير من أن الوقت ليس متاحا إلى ما نهاية أمام الفصائل الليبية المتناحرة للتوصل لاتفاق.
وتحتاج الحكومة الإيطالية لموافقة البرلمان على اللجوء للتدخل العسكري وسيوجه رينتسي على الأرجح معارضة حتى داخل حزبه الديمقراطي إذا أقدم على التدخل دون تشكيل حكومة ليبية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وكانت إيطاليا أكثر حذرا من الولايات المتحدة وفرنسا. وشنت الولايات المتحدة ضربة جوية على معسكر تدريبي للدولة الإسلامية الشهر الماضي ونظمت فرنسا رحلات مراقبة وبعثت بمستشارين عسكريين. وقال مسؤولون ووسائل إعلام إن قوات خاصة أمريكية وفرنسية وبريطانية موجودة في ليبيا.
وقال الوزير الإيطالي إنه لا يستبعد شن ضربات محددة ضد الدولة الإسلامية باسم حكومة الوحدة الوطنية لكنه أضاف أن استخدام القوة في النهاية لا ينبغي النظر إليه باعتباره السبيل الوحيد لمساعدة ليبيا.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)