من إيجي توكساباي وجون ديفيسون
أنقرة / الدوحة (رويترز) - قالت تركيا يوم الأربعاء إن الخلاف بين قطر ودول خليجية عربية أخرى ومصر يضر بالعالم الإسلامي وإنها ستفعل كل ما في وسعها من خلال القنوات الدبلوماسية لمنع أي تصعيد.
وأرسل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يقيم علاقات وثيقة مع الدوحة كما يحافظ على العلاقات مع السعودية، وزير خارجيته إلى قطر يوم الأربعاء في محاولة لحل خلاف يثير القلق في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع قطر وفرضت عقوبات عليها متهمة إياها بدعم الإرهاب والسعي لكسب ود المنافسة الإقليمية إيران، وهي مزاعم تنفيها الدوحة.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة "أولويتنا الرئيسية في إطار جهودنا مع كل من قطر والسعودية والدول الخليجية الأخرى هي حل هذه الأزمة عن طريق المفاوضات وليس تصعيدها".
وأضاف "علينا اليوم التصدي لمشكلات عديدة مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) والحرب المستمرة في سوريا ومكافحة الإرهاب والفقر. ووسط كل هذا فإن التوتر الذي يتصاعد في المنطقة جراء أزمة من هذا القبيل لن يؤدي إلا إلى إهدار موارد المنطقة وفرصها".
كانت تركيا وقطر قدمتا الدعم لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأيدتا المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وتنظر دول الخليج العربية منذ فترة طويلة بعين الريبة لسياسة قطر الخارجية.
ولم تعلن دول الخليج العربية أي مطالب من قطر غير أن صحفيا يعمل في شبكة الجزيرة التي تمولها الدولة القطرية وزع قائمة تتضمن قيام قطر بقطع العلاقات مع إيران وطرد أعضاء حركة حماس الفلسطينية والإخوان المسلمين الذين يعيشون في الدوحة.
وتضمنت قائمة المطالب أيضا إنهاء الدعم "للمنظمات الإرهابية" والتوقف عن التدخل في شؤون مصر، وهي تهم تنفيها قطر.
وقال كالين إن القاعدة العسكرية التركية في قطر التي أقيمت قبل اندلاع الأزمة تأسست لضمان أمن المنطقة بأسرها ولا تشكل أي تهديد عسكري لأي دولة.
وأقرت تركيا خططا الأسبوع الماضي لنشر مزيد من القوات في القاعدة بعد بدء الأزمة. لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت قد وصلت.
وأدت الإجراءات ضد قطر التي يسكنها 2.7 مليون نسمة لكنها تملك ثروة هائلة من الغاز إلى عرقلة واردات الغذاء والسلع الأخرى ودفع بعض البنوك الأجنبية إلى تقليص نشاطها.
وتجري قطر محادثات مع إيران وتركيا لتدبير إمدادات الغذاء والمياه. كانت قطر تستورد نحو 80 في المئة من احتياجاتها من الغذاء ومواد أخرى من الدول الخليجية العربية قبل الأزمة.
وفي ميناء حمد القطري كان العمال منشغلون يوم الأربعاء في تفريغ حاويات الغذاء ومواد البناء في حين رست سفينة أخرى تحمل ماشية وأغناما ودواجن من استراليا.
وقال مسؤول بالميناء رفض ذكر اسمه "هناك خدمة شحن من الهند... كانت تأتي عادة عن طريق ميناء جبل علي (في الإمارات العربية المتحدة) لكن أعيد توجيهها الآن".
وأضاف "السفينة الأولى في هذه الخدمة ستصل يوم الجمعة وستعمل مرة كل الأسبوع".
*أفريقيا
توجه وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى الدوحة لعقد لقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال جولة يتوقع أن يزور فيها السعودية أيضا.
ولم ترد أنباء من قطر أو السعودية بشأن الزيارة.
وقالت قطر يوم الأربعاء إنها سحبت قواتها من المنطقة الحدودية بين جيبوتي واريتريا حيث كانت قطر تقوم بالوساطة بين البلدين في نزاع حدودي. ولم تذكر أسبابا لهذه الخطوة غير أن جيبوتي خفضت في وقت سابق مستوى العلاقات الدبلوماسية مع قطر بعد التحرك الخليجي ضد الدوحة.
كانت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر أعلنت الأسبوع الماضي قائمة بالأفراد والكيانات الإرهابية تضم 59 شخصا، بينهم الزعيم الروحي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، و12 كيانا، تشمل مؤسستي قطر الخيرية وعيد الخيرية.
ورفضت قطر القائمة وقالت إنها ملتزمة بقرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب ومنها القضاء على مصادر تمويل الإرهاب.
وانتقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الإجراءات المفروضة على قطر قائلا "الأنظمة لا تتضرر من الحصار. الحصار يؤذي الناس".
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عقب محادثات في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن الإجراءات التي اتخذت ضد الدوحة لا تصل إلى مستوى الحصار لأن مطارات قطر وموانيها لا تزال مفتوحة وعرض إرسال إمدادات إلى قطر إذا اقتضى الأمر.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إن عرض السعودية تقديم مساعدات غذائية وطبية لقطر يؤكد أن إغلاق منافذ وسائل المواصلات "يعد حصارا وليس مقاطعة كما يعكس التناقض الواضح في تصريحات مسؤولي تلك الدول".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)