من سيهموس جاكان
ديار بكر (تركيا) (رويترز) - قال مسؤولون إن مدنيا تركيا توفي يوم السبت متأثرا بإصابته بأعيرة نارية أطلقها مهاجمون يشتبه في انتمائهم لحزب العمال الكردستاني بجنوب شرق البلاد ليصبح أحدث ضحايا أسوأ موجة عنف في المنطقة منذ 20 عاما.
وذكرت مصادر أمنية أن عثمان شاييم جيتين (66 عاما) أصيب بعدما فتح المهاجمون النار على مطعم كان يجلس به يوم الجمعة في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث تعيش أغلبية كردية. كما قتل في الهجوم نادل وأصيب ثلاثة من الشرطة.
من جهة أخرى وفي مدينة الجزيرة التي كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي قال سكان إن البعض خرج لشراء احتياجاتهم والاطمئنان على متاجرهم بعدما رفعت السلطات الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش) حظر تجول فرضته على مدار الساعة لتسعة أيام.
وأفادت مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان بوفاة عشرات المدنيين خلال الشهرين الماضيين منذ بدأت الحكومة شن غارات جوية وتنفيذ عمليات برية ضد حزب العمال الكردستاني. وقتل في الهجمات أكثر من مئة من الشرطة والجيش بالإضافة لمئات المسلحين.
واستأنفت الحكومة الغارات الجوية التي تستهدف حزب العمال الكردستاني في يوليو تموز وتقول إن المسلحين استغلوا وقف إطلاق نار استمر لعامين ونصف العام في تخزين السلاح وتجنيد أعضاء جدد. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمواصلة القتال لحين القضاء على "آخر إرهابي".
ورفض إردوغان انتقادات بأن انتهاك وقف إطلاق النار كان محاولة لتعزيز الدعم لحزبه العدالة والتنمية الذي فشل في الحصول على ما يكفي من الأصوات في انتخابات جرت في يونيو حزيران الماضي مما حال دون تشكيله حكومة منفردا وإضعاف فرص حزب الشعوب الديمقراطي الذي أصبح أول حزب مؤيد للأكراد يدخل البرلمان.
وستجري انتخابات جديدة في أول نوفمبر تشرين الثاني بعدما عجز حزب العدالة والتنمية عن العثور على شريك لتشكيل ائتلاف.
* قوات الأمن
جابت مركبات مدرعة شوارع مدينة الجزيرة الواقعة إلى الشمال مباشرة من الحدود مع سوريا وأقامت قوات الأمن نقاط تفتيش على مشارفها. وقال حزب الشعوب الديمقراطي إن 21 مدنيا قتلوا خلال القتال بالمدينة التي يقطنها ما يزيد على مئة ألف نسمة والقريبة من الحدود التركية مع سوريا والعراق.
وقالت الحكومة إن القتلى مدني واحد وحوالي 32 من المسلحين.
وقال هاجي وهو عامل وأب لثلاثة أبناء تحدث لرويترز عبر الهاتف من الجزيرة "عانينا من الجوع والعطش في منازلنا لثمانية أيام. كانت أشبه بمشاهد من العراق أو سوريا. نحن لا نستحق هذا."
وتابع "نحن في مرمى النيران من الطرفين. لا نعرف عدد من ماتوا ولا نستطيع دفن الموتى."
وقالت ميرال دانيش بيشطاش وهي عضو بالبرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي لرويترز بعد أن زارت الجزيرة يوم السبت "الناس عاجزون عن إقامة جنازات والجثث لا تزال في المشرحة. لا يمكن القول إن الحياة عادت إلى طبيعتها. هناك شح في الغذاء وكذلك في الخدمات الطبية."
ومنعت قوات الأمن بيشطاش ونحو 30 آخرين من أعضاء حزبها من السير إلى مدينة الجزيرة للاحتجاج على العنف. وقالت "الدولة كانت في حرب مع مواطنيها.. الناس في حالة صدمة. تحدثوا عن شعورهم بالخوف والغضب."
وعادت الاتصالات يوم السبت بعدما علقت خدمات الهاتف المحمول والإنترنت خلال فترة حظر التجول. واصطف الناس في طوابير طويلة أمام المخابز في الجزيرة وأظهرت لقطات تلفزيونية ثقوبا خلفتها طلقات الرصاص على واجهات المنازل وحطام سيارات متناثرا في الشوارع.