🟢 الأسواق ترتفع. كل أعضاء مجتمعنا الذي يزيد عددهم عن 120 ألف عضو يعرفون ما يجب فعله. وأنت أيضًا يمكنك أن تعرف. احصل على 40% خصم

"إنت دمر واحنا نعمر" .. حكاية عامل بناء في سوريا

تم النشر 04/07/2017, 14:18
محدث 04/07/2017, 14:20
© Reuters. "إنت دمر واحنا نعمر" .. حكاية عامل بناء في سوريا
EMAR
-

من ليزا بارينجتون

بيروت (رويترز) - عندما يتولى عامل البناء أبو سالم سد فتحة نتجت عن قذيفة في بيت في منطقة تخضع لسيطرة المعارضة في جنوب سوريا فهو يعلم أنها قد لا تكون المرة الأخيرة التي يضطر فيها لإصلاح ذلك المبنى.

وقال لرويترز إنه يوجد "احتمال إنه (البيت) مرة تانية ينقصف. لكن بشكل مؤقت مبدئيا (لازم) الواحد يستر حاله بالبيت".

يقود أبو سالم مجموعة من 12 عامل بناء يقومون بإعادة بناء المباني وإصلاحها مما لحق بها من أضرار من جراء البراميل المتفجرة والغارات الجوية والقصف في مدينة درعا السورية وما حولها.

ولأن الأدوات الحديثة غير متاحة ومواد البناء غالية الثمن بسبب الحرب يقوم فريق أبو سالم بهدم البيوت وخلط الخرسانة المسلحة ونقلها بأيديهم. ولم تغب عنهم روح الدعابة رغم ما يمرون به من صعاب.

فقبل ثلاثة أشهر انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا مقطع فيديو يظهر فيه رجال ملثمون وهم راكعون في تشكيل ويرفعون العصي وينهضون على صيحات "الله أكبر".

وللوهلة الأولى يبدو الفيديو مثالا نموذجيا للدعاية التي تطلقها في كثير من الأحيان الجماعات المسلحة في الصراع السوري. غير أن مخبره يختلف عن مظهره.

يقول أبو سالم أمام الكاميرا متهكما على قادة المعارضة الذين يحاربون حكومة الرئيس بشار الأسد "بسم الله الرحمن الرحيم. أنا أبو سالم المحاميد وأنا أعلن عن تشكيل كتيبة صب الباطون (الخرسانة) في المناطق المحررة".

ويصيح أبو سالم قائلا "انت دمر واحنا بنعمر بإذن الله. تكبير" فيكبر رجاله ويهللون ثم ينخرط الجميع في الضحك.

وقال لرويترز هاتفيا "انبسطت الناس ... أكثر من ناس تيجي توقفني وأنا ماشي بالطريق. بيقولوا إنه أفضل كتيبة تم تشكيلها منذ بدية الأزمة السورية والحرب السورية".

* اقتصاد الحرب

دمرت الحرب السورية الاقتصاد الوطني وقسمت البلاد إلى مناطق سيطرة مختلفة فرقت بدورها طرق التجارة ورفعت الأسعار وتسببت في نقص محلي في السلع الأساسية.

غير أن المال أعلى صوتا في بعض الأحيان من الولاءات السياسية ومازالت السلع تجد طريقها في مختلف أنحاء سوريا عبر الخطوط الأمامية من خلال دفع رشاوى وإتاوات كبيرة عند الحواجز الأمنية.

ويعيش أبو سالم في منطقة تخضع لسيطرة المعارضة لكنه يجلب مواد البناء التي يستخدمها من مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.

وقال إن الأسمنت الذي يحصل عليه من دمشق قد يبلغ سعره حوالي 30 ألف ليرة للطن من مصدره لكنه يصل إلى درعا بسعر 50 ألف أو 55 ألف ليرة بعد المرور عبر مختلف الحواجز الأمنية.

وقال أبو سالم (39 عاما) وهو أب له من الأولاد خمسة ويعمل بناء منذ ما قبل الحرب "لحتى تصل عندنا .. السعر بيزيد 50 أو 60 بالمئة. أحيانا السعر بيزيد 100 في المئة عن سعره الأساسي."

ويشعر أبو سالم بحماس شديد تجاه عمله في بناء وإصلاح ما تهدم لكنه يتحسر لأنه يعجز عن أداء المهمة على الوجه الأمثل.

فلا يوجد مهندسون أو أساليب بناء حديثة أو خلاطات أسمنت. ويعيد هو وزملاؤه استعمال الركام وأسياخ الصلب من البيوت المهدمة ويعملون بأيديهم العارية.

ويقول أبو سالم الذي اضطر لإخلاء بيته وإصلاحه مما لحق به من جراء الغارات الجوية "طبعا نوعية العمارة تغيرت بشكل كبير عن الأول" مضيفا أنه لو وجدت المعدات لتمكن فريقه من العمل بشكل أسرع.

ويحصل أعضاء الكتيبة على أجورهم وفق قدرة الزبائن وتتراوح قيمة الأجر ما بين أربعة وخمسة دولارات في اليوم.

وقال أبو سالم عن أوجه إنفاق المال "أكل وشرب. أكل وشرب فقط. (لكن) إنه مخزون. إن الواحد يدخر، ما منه بسبب غلاء الأسعار".

وأضاف أنه يقف هو ورجاله على استعداد لمساعدة أي أطراف تتفق في النهاية على إعادة إعمار (DU:EMAR) سوريا.

© Reuters. "إنت دمر واحنا نعمر" .. حكاية عامل بناء في سوريا

ويقول "أما إذا بده ييجي واحد من بره يعطيني صاروخ ويقول لي حارب، أنا ماني مستعد آخد صاروخ ولا آخد سلاح ولا أي شيء."

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.