القدس، 18 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): لقي ما لا يقل عن ستة أشخاص، بينهم مهاجمان محتملان، مصرعهم اليوم الثلاثاء في تبادل لإطلاق النار وقع في معبد يهودي بحي هارنوف بالقدس الغربية، حسبما أعلنت الشرطة المحلية.
ووفقا لمصادر من قطاع الصحة، فإن ثمانية أشخاص آخرين تعرضوا للإصابة وحالة بعضهم حرجة، عندما قام على ما يبدو رجلان فلسطينيان قادمان من القدس الشرقية، بالدخول إلى المعبد، وبحوزتهما سكين وفأس ومسدس، وهاجما من مناطق مختلفة المصلين، قبل قتلهما على يد عناصر الشرطة.
وأكدت الشرطة المحلية مقتل أربعة إسرائيليين إلى جانب المهاجمين، فيما تبحث في الوقت الراهن في ملابسات الاعتداء الذي تصفه بالهجوم الإرهابي.
وكانت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي قد أعلنت في وقت سابق اليوم أن الهجوم أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
ويعتبر هذا ثاني أكثر الهجمات خطورة في القدس منذ انتهاء الانتفاضة الثانية.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سامرى باللغة العبرية إن "إرهابيين اثنين دخلا إلى المعبد في حي هارنوف وشنا هجوما بفأس وسكين ومسدس. أربعة أشخاص كانوا يؤدون الصلاة لقوا حتفهم.. وقامت الشرطة التي وصلت إلى موقع الحادث، بإطلاق النار عليهما وقتلتهما".
وتشهد المدينة المقدسة حالة من التوتر المتزايد منذ مطلع يوليو/تموز الماضي، عندما قام ثلاثة متشددون يهود بقتل قاصر فلسطيني في القدس، من أجل الثأر لاغتيال ثلاثة طلاب إسرائيليين قبلها بثلاثة أسابيع بواسطة سجناء إسلاميين سابقين قرب مستوطنة غوش عتصيون.
ومنذ ذاك الحين وقعت احتجاجات ومواجهات بين الشرطة والشباب الفلسطيني وهجمات من جانب الفلسطينيين والمستوطنين في الأحياء العربية والبلدة القديمة بالمدينة المقدسة.
وازدادت خطورة الوضع منذ نحو شهر، عندما قام سائق فلسطيني بقتل شخصين بينهما طفلة عمرها ثلاثة أشهر وسيدة إكوادورية، لدى محاولة دهس ركاب كانوا ينتظرون الترام في الخط الذي يفصل شقي المدينة.
وبعدها بأسبوع قام شاب فلسطيني في القدس الغربية بمهاجمة حاخام يهودي يدافع عن ضرورة تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، ثالث الأماكن المقدسة لدى المسلمين، مما تعرض على إثره لإصابة خطيرة.
ومن أبرز أسباب رفع حدة التوتر في القدس، انتشار التكهنات بشأن التغيير المحتمل للوضع الراهن في الحرم القدسي، وهو ما تنفيه إسرائيل، إلى جانب فرض القيود من جانب حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على دخول المصلين المسلمين لأداء الصلاة في هذا المكان، علاوة على زيادة زيارات المتشددين اليهود إلى المكان الذي يعتبرونه موقع المعبد الثاني الذي تم تدميره بواسطة الرومان.
وبعد سبعة أيام من حادث إطلاق النار على الحاخام الذي يتعافى في الوقت الراهن من جراحه بإحدى المستشفيات، قام سائق فلسطيني آخر بقتل شخصين بينهما أحد أفراد حرس الحدود، في محاولة دهس مماثلة في نفس المنطقة التي تفصل بين القدس الشرقية والقدس الغربية. (إفي)