شهد اليورو تراجعا يوم الاثنين وقد كان من المتوقع أن يتعرض لضغوط مع اقتراب نهاية العام بعد أن اتفق زعماء الاتحاد الاوروبي على تعميق التكامل الاقتصادي لكنهم لم يتوصلوا الى خطة مقنعة للتعامل مع أزمة تمويل تقوض استقرار منطقة اليورو، وقد قررت دول الاتحاد الاوروبي عدا بريطانيا تحديد قواعد أكثر صرامة للميزانيات في منطقة اليورو وتقديم قروض ثنائية تصل الى 200 مليار يورو الى صندوق النقد الدولي للتعامل مع الاضطرابات.
وتراجعت العملة الاوروبية 0.5 بالمئة الى 1.3300 دولار ولقيت بعض الدعم فوق 1.3280 دولار وهو أدنى مستوى سجلته يوم الجمعة. وهي الان منخفضة بنحو ستة بالمئة عن أعلى مستوياتها في أكتوبر تشرين الاول وبنحو عشرة بالمئة عن أعلى مستوياتها في 2011 البالغ نحو 1.50 دولار والذي سجلته في بداية مايو.
وقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجري حديثا في ألمانيا أن غالبية الألمان يعتقدون باستمرار اليورو حتى بالرغم من أزمة الديون التي تعصف بمنطقة اليورو. وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد إمنيد الألماني لقياس الرأي لصالح مجلة (فوكوس)'الألمانية والتي نشرتها في عددها الصادر اليوم الاثنين أن 57' من الألمان متفائلون باستمرار اليورو مقابل 38' أعربوا عن تشائمهم إزاء مستقبل العملة الأوروبية الموحدة.
وأوضحت دراسة لمعهد كابيتال ايكونوميكس انه حتى في حال حصول تغيير محدود في حدود منطقة اليورو مع تخلي اليونان ثم البرتغال وايرلندا وحدها عن العملة الاوروبية الموحدة، فإن ذلك سيؤدي الى تراجع في اجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو بنسبة 1% عام 2012 و2,5% عام 2013، اي بنسبة مساوية لما سجل خلال الانكماش الاقتصادي في 2008-2009.
كما انه اذا ما خرجت دولة «قوية» مثل المانيا من منطقة اليورو، فلن تكون العواقب طفيفة اذ ستتراوح الكلفة للفرد ما بين 6000 و8000 يورو في السنة الاولى، ما يشكل 20 الى 25% من اجمالي الناتج الداخلي للبلاد، ثم 3500 الى 4500 يورو في السنوات التالية، بحسب الدراسة. والعودة الى العملات الوطنية ستؤدي الى تدني قيمتها في بعض الدول، وارتفاع قيمتها في دول اخرى.
واتضح من الاستطلاع أن أنصار حزب الخضر المعارض هم أكثر المؤيدين لليورو إذ وصلت نسبتهم إلى 74' تلاهم أنصار حزب وزير الاقتصاد فيليب روسلر الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم 73' ثم أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة في البلاد 69' ثم أنصار تحالف المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي 66'. في المقابل أعرب غالبية أنصار حزب اليسار المعارض (52') عن اعتقادهم بعدم وجود مستقبل لليورو ، وبلغت نسبة هؤلاء بين الأشخاص المالكين لحق الانتخاب لكنهم غير مشاركين في العملية الانتخابية 51'..