يعاني النمو الاقتصادي العالمي من المزيد من الضرر بسبب أزمة الديون الأوروبية، في حين يبدو أن الزعماء الأوروبيين عاجزين عن إيجاد حل قوي لهذه الأزمة، بالتالي يستمر المستثمرون في تجنب الأصول الأكثر مخاطرة ويتجهون نحو الدولار الأمريكي والسندات كملاذ آمن.
ارتفعت يوم أمس العائدات على السندات الإيطالية لمستوى قياسي إلى 6.47%، في حين انخفضت العائدات على السندات الألمانية إلى 0.29% مشيراً إلى أن المتداولين يتوجهون بقوة نحو الاستثمارات الأكثر أماناً. تستعد إسبانيا اليوم لبيع سنداتبقيمة 3.5 بليون يورو والتي فترة استحقاقها 2016، 2020، وعام 2021.
خفضت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية يوم أمس التصنيف الائتماني لخمسة من أكبر البنوك الأوروبية: Banque Federative du Credit Mutuel، Credit Agricole, Danske Bank، OP Pohjola Group، وبنك Rabobank Group، كما حذرت من توسع ظاهرة الانتكاس التي تواجه مجمل القطاع المصرفي.
حيث من المرجح أن ينحدر الاقتصاد الأوروبي في حالة من الركود، في حين أن مخاطر خفض التصنيف الائتماني من قبل أكبر وكالات التصنيف الائتماني عالمياً ما زالت قائمة، انخفض مؤشر MSCI الآسيوي بنسبة 1.8% في الساعة 16:20 في طوكيو خصوصاً بعد أن انخفضت قراءة إحصائية تانكان للثقة لكبرى الشركات المصنعة أكثر من المتوقع.
تضررت أسواق البضائع بشكل كبير للتشاؤم الذي انتشر بين المتداولين هذا الأسبوع، في حين تراجع النفط دون مستوى 95.00 دولار أمريكي للبرميل الواحد بعد أن قررت منظمة الأوبك يوم أمس زيادة الإنتاج إلى 30 مليون برميل يومياً، لتجنب نقص الإمدادات ومنع الأسعار من الارتفاع أكثر.
الذهب كسر مستوى 1600.00 دولار للأونصة ويتداول حول مستويات 1585.00 دولار أمريكي، إذ أن مخاطر التضخم حول العالم تخف، يشتري المستثمرون الدولار الأمريكي كملاذ آمن نظراً للنظرة السلبية للاقتصاد العالمين وتصفية المراكز لتغطية الخسائر في الأصول الأخرى.
تنتظر الأسواق اليوم بيانات هامة من الولايات المتحدة من ضمنها طلبات الإعانة والإنتاج الصناعي، وبيانات صافي التدفقات النقدية طويلة الأمد، قراءة الحساب الجاري، مؤشر أسعار المنتجين وكذلك مؤشر نيويورك الصناعي. كما صدرت من أوروبا وألمانيا بيانات مدراء المشتريات للتصنيعي والخدمات بأفضل من المتوقع، أما مبيعات التجزئة للمملكة المتحدة كانت أضعف لشهر تشرين الثاني.
مع انتشار التشاؤم في المنطقة الأوروبية، لا تزال المعنويات ضعيفة، حيث انخفض مؤشر Nikkei 225 بنسبة 1.66% ليغلق عند مستوى 8377.37، بينما أغلق مؤشر Topix Index الأوسع نطاقاً على انخفاض بنسبة 1.62% عند مستوى 725.02. مؤشر إحصائية تانكان للثقة انخفض إلى -4 للربع الرابع عن سابقتها 2 حيث أن الاقتصاد الصيني في تراجع والاقتصاد العالمي يتباطأ.
قاد القطاع الصناعي الانخفاض بخسارة 57.93 نقطة، حيث كانت الشركة الأكثر خسارة Olympus Corp والتي أغلقت عند 1041 ين ياباني، وذلك بعد أن قامت الشركة بإعادة جدولة نتائجها يوم أمس لتظهر فجوة بمقدار 1.1 بليون دولار في ميزانيتها العمومية.
المزيد من الضغوطات السلبية نراها في أستراليا للتراجع الحاد في البضائع يوم أمس وسط المخاوف بأن أزمة الديون الأوروبية سوف تسبب الضرر للنمو العالمي لسنوات عديدة. انخفض مؤشر S&P/ASX 200 بنسبة 0.07% ليغلق عند مستوى 4139.80. الأسوأ أداءً لليوم كان قطاع المواد الأساسية والشركة الأكثر خسارة كانت Gunns Ltd التي أغلقت على سعر 0.13 دولار أسترالي.
في الصين شهد مؤشر CSI 300 انخفاضاً بنسبة 2.36% ليغلق عند مستوى 2340.79. كما انخفضت الأسهم في بورصة هونغ كونغ أيضاً حيث انخفض مؤشر Hans Seng بنسبة 1.78% ليغلق عند 18026.84 بعد تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين للمرة الأولى منذ عام 2009 بينما أظهرت القراءة الأولية لمدراء المشتريات التصنيعي أن القطاع قد ينمكش للشهر الثاني على التوالي.
القطاع المالي كان الأسوأ أداء في هونغ كونغ محققاً خسارة 171.64 نقطة، يليه قطاع النفط والغاز بخسارة 65.09 نقطة، حيث الشركة الأكثر خسارة كانت CNOOC Ltd إذ أغلقت عند مستوى 13.82 دولار هونغ كونغ، يليها شركة HSBC Holdings PLC التي أغلقت عند مستوى 57.90 دولار هونغ كونغ.
انخفض مؤشر NZX 50 بنسبة 0.64% ليغلق عند 3263.19، أما في كوريا الجنوبية فقد انخفض مؤشر Kospi بنسبة 2.08% ليغلق عند 1819.11. مؤشر BSE Sensex 30 الهندي انخفض اليوم بنسبة 0.10% ليغلق عند 15866.66 لمخاوف من تباطؤ أكبر بالنمو الاقتصادي لاحتمال أن تدخل أوروبا في حالة من الركود الجديد.
انخفض مؤشر Taiwan Taiex Index بنسبة 2.28% ليغلق عند 6764.95. في إندونيسيا انخفض مؤشر Jakarta Composite Index بنسبة 1.33% ليغلق عند 3701.54 نقطة، أما مؤشر FTSE Straits Times السنغافوري فقد انخفض أيضاً بنسبة 1.39% عند 2635.25.