يعد الخبر المعلن مؤخراً عن ترحيب دول الخليج العربي بانضمام مصر اليها خبر مثير للدهشة خاصة أن تلك الدول لا تتحمس كثيرا لانضمام دول أخرى لها قد تكون أكثر قربا من ناحية الجوار أو أكثر قربا من ناحية نظام الحكم مثل المملكة العربية الأردنية وهو ما يوحي أنه هناك شيئا ما برر ذلك الاعلان الغير متوقع.
من المؤكد أن هذا لم يكن يحدث في عهد الرئيس السابق مبارك بالرغم من أن العلاقات بين مصر ودول الخليج العربي باستثناء قطر بالطبع كانت في افضل صورة، ربما لم يكن مبارك يرضى بهذا الأمر فطبيعة مصر في عهد مبارك كانت تختلف كثيرا عن طبيعة تلك البلاد.
الآن يوشك الاسلاميون أن يتصدروا المشهد السياسي وفي عقولهم فكرة وفي قلوبهم أمنية أن تصبح مصر دولة دينية، كما أن التيارات التي توشك أن تملك زمام الأمور لا تتجاوز تياري السلفييين والاخوان، السلفيين من المعروف جيدا أنه جزء من الحركة الوهابية وينتمون فكريا وسياسيا للمملكة العربية السعودية أما الإخوان فيبدو أن علاقات وثيقة تربطهم بقطر أليس هناك الدكتور يوسف القرضاوي أحد الرموز الهامة التي تحتل مكانة كبيرة في عالم الاخوان.
يبقي المواطنين الغير منتمين لأي من تلك التيارات وهم لا يفكرون إلا فيما يصلح معيشتهم ،فإذا كان انضمام مصر لمجلس التعاون الخليجي فيه خير لهم ورواج لحالتهم الإقتصادية المتردية فلا بأس ففي ظل هذا الضنك الذي يعيشه المصريون لن تجد لديهم غضاضة في أن ينضموا الى اي كيان.
وتبقي هناك مشكلة أخرى، هل سيتغير اسم مجلس التعاون الخليجي بعد انضمام مصر اليه أم يظل الاسم كما هو مع انه مقصود به الدول العربية التي تحيط الخليج العربي، أم أن انضمام مصر الى ذلك المجلس يعني أنها أصبحت دولة خليجية الفكرة والمضمون، لا بأس في ذلك ، ولكن هل ستصبح مصر خليجية المستوى المعيشي؟
www.nuqudy.com/نقودي.كوم