قامت الولايات المتحدة بتبرئة الصين من تهمة انها تتلاعب بعملتها "اليوان" وذلك من خلال جعل قيمة عملتها منخفضة للاستفادة من انخفاضها بزيادة صادراتها وكانت تلك التبرئة من وزارة الخزانة الأمريكية.
وأكدت الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة كانت توجه النقد للصين وذلك بسبب البطء فى اصلاح سعر صرف عملتها، والذى بدوره أثر على اقتصادها بالسلب، بالإضافة الى انتقدها الموجه الى اليابان لتدخلها في سوق العملة لوقف صعود الين وحثت كوريا الجنوبية على التقليل من مثل هذه التدخلات فى السوق.
وبررت الخزانة الأمريكية بتبرئة الصين أنها احجمت الإتهام الموجه للصين بالتلاعب بالعملة إن الشروط اللازمة لتوجيه هذا الاتهام لم تتحقق في حالة الصين، ويقول بعض السياسيين الأميركيين إن الصين تتمتع بميزة تنافسية غير عادلة بالأسواق العالمية عن طريق إبقاء عملتها "اليوان" مخفضة، مما جعل الولايات المتحدة تطلب من الصين بسرعة رفع عملتها.
وفى أثناء منتدى التعاون الإقتصادى آسيا - الباسيفيك (أبيك) والحوار الاقتصادي والاستراتيجي الأمريكي والصيني فقد تعهدت الصين أنها تعتزم مواصلة إضفاء المرونة على سعر صرف عملتها بشكل أسرع مما هى عليه الآن، ورأينا مجموعة من الإنتقادات التى وجهها الرئيس الأميركى باراك أوباما للصين حيث قال لهم بوجه صريح ومباشر أن المواطنين الأمريكين قد نفذ صبرهم بما تقوم به الصين من جعل عملتها اليوان بهذه الصورة.
مما زاد الضغط على أوباما لفرض عقوبات على الصين لعدم التزامها بقواعد منظمة التجارة العالمية، ولكن الادارة الامريكية تفضل توخي الحذر والتحلي بالدبلوماسية، ونرجع السبب فى ذلك لما قامت به الصين بتوجيه تهديد صريح للولايات المتحدة من دخول حرب اقتصادية بينهما.
وأخيراً تم رفع سعر العملة الصينية اليوان بنسبة 4 % مقابل الدولار العام الجاري و7.7 % منذ أن تخلت الصين عن ربطه الصارم بالدولار في يونيو الماضى، حيث قدر معهد بيترسون للاقتصاديات الدولية أن اليوان أقل من قيمته العادلة مقابل الدولار بنسبة 24 % انخفاضا من 28 % في وقت سابق من العام، وعزت التغيير الى سياسة بكين لرفع قيمة العملة تدريجيا وارتفاع نسبة التضخم فى الصين، ولكن فى النهاية قامت الصين برفع قيمة عملتها ومن المتوقع أن يواجه اليوان استقراراً فى سعره.